مجرد كلام
لا يفيد قتل الدواعش أو إبادتهم أو وضعهم في السجون، لأن فكرهم سيبقى. الأكثر فائدة من ذلك وضعهم في مصحات عقلية تشفيهم؛ لأنهم لا يعقلون، ولحياة الإنسان وزن لا يقيمون.
وفي وصفة طبية أخرى، يجب وضعهم في مغسلة تشطف عقولهم مما علق بها من الدهون، ثم كيها بالبخار لا بالنار لتقويمها ويعقلون.
اغتيال المفكرين خارج الصندوق سلاح المفلسين. ولأن الفكر يبقى وينشط على الرغم من الاغتيال، فإن القتلة يستمرون في الاغتيال، لأنهم من داخل الصندوق المظلم لا يخرجون.
كل من يقطع كلمة أو يجتزئ عبارة من خلفيتها ليشوه بها سمعة صاحبها ويحرض عليه، إرهابي.
إن المحرضين على الإرهاب معرفون بالاسم والصفحة والموقع، وهم يتباهون بذلك. فإلى متى تنتظر الأجهزة المعنية لإلقاء القبض عليهم أو محاكمتهم وإغلاق صفحاتهم ومواقعهم؟ إلى أن يقتلوا شخصاً آخراً؟!
قال علي بن أبي طالب لابنه الحسن وهو يعظه: "إياك ومصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرّك. وإياك ومصادقة البخيل فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه. وإياك ومصادقة الفاجر، فإنه يبيعك بالتافه. وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب؛ يقرب عليك البعيد ويبعد عنك القريب".
وقال رضي الله عنه: "احذروا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع". وقال: "الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة". وقال: "لا تستح من إعطاء القليل، فإن الحرمان أقل منه". وقال: "من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه (للناس) بلسانه".
أما الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو طاليس فقد قال: "من يعلم الأطفال بجودة ومهارة أحق بالاحترام من ذويهم".
قال محمد بن سلام الجحمي (150–235 هـ): "أربع قواصم للظهر: سلطان تطيعه ويضلّك، وزوجة تأمنها فتخونك، وجار إن علم خيراً (عنك) ستره، وإن علم شراً فضحه، وفَقر حاضر لا يجد صاحبه مخرجاً".
وقال عبدالله بن المقفع (106-142 هـ): "لا خير في الكلام إلا مع العمل، ولا الفقه إلا مع الورع، ولا الصدق إلا مع الجود، ولا الحياة إلا مع الصحة، ولا السرور إلا مع الأمن".
وقال: "وليس مِن خِلَّةٍ هي للغني مَدحٌ إلا وَكانت للفقيرِ عيباً، فإن كان الفقير شُجاعاً قيل أهوج، وإن كان جواداً سُمي مبذرا، وإن كان حليما سُمِّي ضعيفا، وإن كان وَقورا سُمِّي بَليدا، وإن كان لَسِناً سُمِّي مِهذارا، وإن كان صَموتاً سمي عييا".
(الغد2016-12-16)