أردوغان يدلل بوتين
ردود فعل السلطات التركية السريعة على اغتيال السفير الروسي في انقره، تدل بشكل واضح على حرص اردوغاني كبير يهدف الى استدامة استرضاء موسكو وعدم زعزعة العلاقة معها.
فبمجرد اغتيال السفير على يد ضابط تركي، وافقت انقرة على وصول لجنة رسمية روسية للتحقيق في الحادثة، وكذلك احتجاز واستجواب والدي وأقرباء وزميل منفذ العملية.
وصولاً الى الإعلان عن صيغة موحدة للتعامل مع القضية باعتبارها فعلا ارهابيا، وتعهد البلدين بمواصلة «مكافحة الإرهاب».
هذا السلوك يؤكد لنا ان اردوغان بات اقرب الى موسكو منه الى واشنطن، وان قناعاته بتحقيق الهدف التركي المتمثل بمنع قيام كيان كردي في المنطقة لن يتحقق الا بالتفاهم مع بوتين.
من هنا يظهر لنا ونستطيع ان نستشرف مستقبل الاداء التركي في الملف السوري، فالواضح ان الاتراك مستسلمون للانتصار الروسي، ويتعاملون معه بواقعية وربما هم مشاركون فيه تحت عنوان تفاهمات «عدم قيام كيان كردي».
لكن بالمقابل تؤشر عملية الاغتيال على وجود ململة شعبية تركية من الانعطافات الاردوغانية نحو روسيا التي تقوم بقتل السوريين في حلب وغيرها.
الشاب الذي قتل السفير التركي بالضرورة انه احد انصار «العدالة والتنمية»، وفي خطبته التي قالها بعد الاغتيال، اشعرنا برفضه الاداء الروسي في سوريا، لكنه لم ينتقد اداء حكومة اردوغان.
نعم تركيا تمر بمرحلة مختلفة في مواقفها من الملف السوري، فهي تجلس اليوم على طاولة الروس والايرانيين، وتساعدهم في اخراج نصوص فوزهم في حلب، وكل ذلك مقابل واقعية سياسية لم نلاحظها في بداية الثورة يوم ورط الاتراك السوريين في العنف.
(السبيل 2016-12-22)