الامتناع عن التصويت ليس تغييراً

تم نشره الأحد 25 كانون الأوّل / ديسمبر 2016 12:26 صباحاً
الامتناع عن التصويت ليس تغييراً
طارق مصاروه

الذين اعتبروا الامتناع الاميركي عن التصويت في إقرار وقف الاستيطان الاسرائيلي في فلسطين بانه ظاهرة جديدة في السياسة الاميركية لمجرد عدم التصويت بالفيتو، هم لا يتذكرون مجموعة قرارات صدرت عن مجلس الامن وتتعلق بالمستوطنات والقدس وقفت فيها واشنطن الموقف ذاته، وبقيت تتعامل مع الاستيطان باعتباره غير شرعي حتى جاء رونالد ريغان ونفى انه غير شرعي، «وإنما هو لا يساعد جهود السلام».

وللتذكير: في 3/ 7/ 1969 قرر مجلس الأمن في قراره رقم 267 وقف كل اجراءات ضم القدس الشرقية باجماع اعضائه وبتصويت ممثل الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت، ونص القرار على ان عدم التزام اسرائيل بالقرار فإن المجلس سيبحث اجراءات اخرى. 

وللتذكير، عام 1980 نص قرار مجلس الامن رقم 478 لدى صدور قانون ضم القدس الشرقية، على انه: انتهاك للقانون الدولي، ولا تعترف به وذلك باجماع الاصوات ما عدا التصويت الاميركي بالامتناع، وفي الثلاثين من ايار 1980 اعتبر مجلس الامن بطلان كل الاجراءات الادارية والقانونية التي اتخذتها اسرائيل بصفتها القوة المحتلة، والتي يمكن ان تؤدي الى تغيير ملامح القدس باعتبارها «خرقاً» لاتفاقية جنيف الرابعة، وكان التصويت باكثرية اربعة عشر صوتاً وبامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

هذا السلوك الاميركي منذ البداية هو الذي شجع المحتل الاسرائيلي على الاستمرار في الاستيطان، وفي محاولة خلق قدس لا علاقة لها بالقدس، فالوجود الصهيوني في احشاء الادارة الاميركية جعل من القوة العظمى ذيلاً للعدوان على فلسطين وشعبها، وتشريده، واغتصاب ارضه، فموقف عدم التصويت لا يغير قوة الاجماع الدولي، ولكنه يبقي على حالة التشجيع على الاحتلال، واقامة المستوطنات، وخلق واقع جديد يمنع في المستقبل قيام كيان فلسطيني قابل للحياة على ارض فلسطين.

إن المجموعات العنصرية التي تحكم اسرائيل لا يهمها الرأي العام العالمي، ولا مجلس الامن، ولا الامم المتحدة، ولا تحترم شيئاً اسمه القانون الدولي وهي تعلن دون مواربة انها تقبل حكم واستعباد شعب اخر على «ارض اسرائيل» رغم ان العقود القادمة ستجعل الفلسطينيين تحت الاحتلال وفي اسرائيل اكثر من عدد اليهود.. في دولة اليهود.

ونقول في اخر الكلام: علينا ان لا نصب جام غضبنا على المجتمع الدولي لانه لا يعطينا حقنا، فهذا النوع في الغضب واحتقار المؤسسات الدولية هو دليل عجزنا عن اخذ حقوقنا، فالامم المتحدة ومجلس الامن لا يمنعان العرب من تحرير ارضهم، ولا يعاديان حريتهم، وحين وقف العالم كله الى جانبنا واعتبر الصهيونية دعوة عنصرية، تطوعنا نحن بلحس تواقيعنا وطلبنا من المجتمع الدولي عدم اعتبار الصهيونية دعوة عنصرية، لا نحب ان نتذكر لاننا لا نحب رؤية وجهنا الحقيقي.

الراي 2016-12-25



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات