ارفع علم الأردن
سيرفع الأردنيون في أول يوم في هذا العام 2017علم بلادهم في بيوتهم وعلى سياراتهم ليعلنوا بصوت واحد انه سيبقى خفاقاً في الأعالي.
هذه المبادرة التي طرحتها الإعلامية علا فارس وتبنتها شركة زين، وقامت بتوفير الإعلام في فروعها ومحطات المناصير للمحروقات تأتي بعد أيام على عملية الكرك الإرهابية التي سقط بها شهداء رووا بدمائهم أرض الأردن، وهي رسالة واضحة من الأردنيين لقوى الظلام والإرهاب بأن رصاصهم الغادر يزيد تماسك أبناء الوطن ورفعهم لراية بلادهم.
هذا يوم العَلَم، هذا يوم العلم نرفعه على جباهنا ونحتضنه في صدورنا، ونتشبث به فلا يسقط ولا يهون، هذا يوم لتحدي الحاقدين الظلاميين بأن التضحيات لا تزيد عشاق الوطن إلا ثباتاً وأملاً وانتصاراً.
كنت أتمنى لو احتضنت أمانة عمان وكل البلديات احتفال ليلة رأس السنة في أحد الميادين يتجمع الناس فيه ليلاً يغنون فيهم لوطنهم ويحتفون بالحياة.
كنت أتمنى لو حدث ذلك بالتنسيق مع أجهزتنا الأمنية وهو أمر ليس صعباً أو مستحيلاً، وهي رسالة معبرة للذين يرقبون بلادنا ويتابعون أخباره ويتخوفون على استقراره، بأن الأردن آمن مستقر، وما حدث غيمة عابرة لن تثني أهله عن الاستمرار وتعظيم المنجز. والتأكيد بأن هذا الوطن الذي يقع في عين العاصفة مختلف وسيظل عصياً على التخريب.
لم يفت الوقت، أدعو الحكومة أن توعز لأمانة عمان والبلديات بأن تختار يوماً هذا الشهر لإقامة احتفالية في الهواء الطلق تكريماً للشهداء واحتفاء بالحياة، ولماذا لا تكون قلعة الكرك أو قلعة الشهداء أول محطات الاحتفال والتكريم ومنها إلى عمان في ميدان الرينبو أو حدائق الحسين، وفي اربد أمام جامعة اليرموك، وفي الزرقاء وباقي المدن، وهكذا يعرف العالم بالممارسة لا بالقول أن الأردن آمن وعجلة الحياة فيه لا تتوقف، وهو ما يدعم جهود هيئة تنشيط السياحة للترويج للبلد، بعد أن أثارت العمليات الإرهابية الرعب بين من ينوون ويخططون للقدوم للأردن سيّاحاً.
الأردن في عين العاصفة، والإقليم حوله مشتعل في سورية والعراق وفلسطين، ولذلك علينا أن نرفع درجة التأهب للتعامل مع كل الأزمات بما فيها الاستهداف الإرهابي دون تهويل وجزع، وبعكس ذلك فإننا نضر بلدنا، فأن نكون مستعدين ومتأهبين للتعامل مع الأخطار لا يعني أن نندب حظنا "ونلطم"، وفي هذا يعجبني الشعب اللبناني الذي عاش الويلات وما يزال قادراً على ممارسة طقوس حياته، ومؤسساته؛ فرغم كل الغياب والفراغ الدستوري استمرت وتأقلمت وقدمت ما يمكن للناس.
الأردن ليس بالتأكيد لبنان فهو لا تحكمه الطوائف، ولا يعاني أزمة حكم، ومؤسساته راسخة، وهذا يعني أن بنيانه مرصوص لا يهز قواعده إرهاب عارض.
في العام الجديد نشرع أبواب الأمل، نتكئ على تاريخ الوطن وعزمه الذي لا يلين، نمضي ولا نأبه لمن يتآمرون على مجده، مستمرين بهمة الناس وشوقهم لوطن لا يغيب عنه الفرح والأمان والإنجاز والإعمار، وسنرفع علم الأردن دائماً وأبداً.
الغد 2017-01-01