لا .. هناك حربٌ نظيفة !
خلافاً لما قاله بشار الأسد، إستناداً إلى خبرته العسكرية الطويلة وخوضه حروب تحرير كثيرة من بينها حرب تحرير هضبة الجولان حتى آخر ذرة تراب، فإنَّ هناك حروباً نظيفة ومشرفة مقابل الحروب القذرة والمعيبة والشائنة من بينها حرب التحرير الجزائرية وحرب الخلاص الوطنية التي قادها فيدل كاسترو ومعه تشي جيفارا ضد نظام فولغينيسو باتيستا الفاسد وهذا بالإضافة إلى الحرب الفيتنامية ضد الفرنسيين أولاً وضد الأميركيين التي قادهها الجنرال فون نجوين جياب الذي هو ليس خريج كلية عسكرية مثل رئيس هذا النظام السوري الذي بدأ طبيباً للعيون ثم أصبح عسكرياً لا يقعقع له بشنان!!.
وهكذا فإن أقذر الحروب هي هذه الحرب التي يشنها بشار الأسد ضد الشعب السوري الذي بدأ إنتفاضته في عام 2011 بهتافات أطفال صغار والتي استورد من أجلها أكثر من ستة وستين تنظيماً طائفياً وهذا بالإضافة إلى إيران وحراس ثورتها وبالإضافة إلى الروس وقواعدهم العسكرية وقاصفاتهم الإستراتيجية وبالطبع بالإضافة إلى حزب الله اللبناني الذي وصل التباهي بقائده حسن نصر الله إلى حد القول علنا وعلى شاشات الفضائيات إنه «يفتخر» بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه وبالطبع فإن فيلق الولي الفقيه لم يرم حتى ولو حجراً في اتجاه العدو الصهيوني بل تفنن في سحق جماجم الأطفال السوريين وتكسير عظامهم .
إن أقذر الحروب التي عرفها التاريخ القديم والجديد هي هذه الحرب التي إستورد لها بشار الأسد كل هذه الشراذم الطائفية الحاقدة، وهذا بالإضافة إلى حراس الثورة الإيرانية وقوات الحشد الشعبي بقيادة هادي العامري، التي لا تزال تواصل التفنن في تدمير المدن السورية وفي ذبح الشعب السوري وإقتلاعه من أرضه ومصادرة عقارات الشام التاريخية ومنازلها الجميلة وتحويل أكثر من أحد عشر مليوناً من السوريين إلى لاجئين إنتشروا في العالم بأسره وأبتلعت أمواج البحار العديد منهم ومن أطفالهم .
عندما يقول بشار الأسد»مُؤستذاً» على وفد فرنسي جاء لزيارته وليس لزيارة سوريا لأنه لم يعد هناك أي مكان يزار في هذا البلد الذي كان زهرة البلدان العربية قبل أن يبتلى بسلسلة الإنقلابات العسكرية، التي كان أولها إنقلاب حسني الزعيم في عام 1949 وكان آخرها إنقلاب حافظ الأسدعلى رفاقه «!! في عام 1970، بعدما حوله الغزاة المستوردون في حرب قذرة فعلاً إلى أكوام من الأتربة والحجارة والقطع الإسمنتية وحولوا شعبه العزيز الكريم إلى لاجئين مشتتين في كل أرجاء الكرة الأرضية .
.. عندما يقول جنرال الحروب، الذي لا يرى أن هناك حرباً نظيفة لأنه لم يشاهد في حياته إلا هذه الحرب القذرة التي يشنها بمساعدة كل من استوردهم على الشعب السوري والحرب القذرة أيضا التي كان شنها والده على الشعب اللبناني، أنه مستعد للحوار مع واحد وتسعين فصيلاً معارضا فإن الجواب هو: وإن قوى المعارضة مستعدة للحوار مع أكثر من 66 تنظيماً مذهبياً تم استيرادهم من كل حدب وصوب ومعهم حزب الله وإيران ومعمميها بقيادة الجنرال قاسم سليماني وبالطبع حزب الله وروسيا التي يقود وفدها المفاوض سيرغي لافروف.
ربما أن بشار الأسد لا يعرف بحكم عوامل كثيرة أن كل هذه «الشرذمة» التي تعاني منها المعارضة السورية سببها تدمير الحياة السياسية والإجتماعية في سوريا على مدى نحو سبعين عاماً كانت بدأت بإنقلاب حسني الزعيم الآنف الذكر وإنتهت بإنقلاب حافظ الأسد على «رفاقه» في عام 1970وبالطبع مروراً بـ «الوحدة « التي كان شرطها إلغاء كل الأحزاب السياسية السورية ومنعها ومروراً أيضاً، حتى نكون منصفين، بإنقلاب عام 1963 الذي فرض وبالحديد والنار نمط حكم الحزب الواحد في بلد كان أول البلدان العربية في تجربة التعددية الحزبية.
الراي 2017-01-10