نكسة الاقتصاد التركي

تم نشره الجمعة 27 كانون الثّاني / يناير 2017 12:27 صباحاً
نكسة الاقتصاد التركي
فهد الفانك

مر وقت كان فيه الاقتصاد التركي ينمو بسرعة تثير الإعجاب ، مما أعطى شرعية لحكم حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي ، حتى احتل حجم الاقتصاد التركي المرتبة 17 عالمياً.

لم يعد الوضع كذلك في المدة الأخيرة ، فقد حدثت نكسة كبيرة ، ولم يعد أحد يتحدث عن صنع المعجزة الاقتصادية في تركيا ، أو عن كون تركيا نموذجاً للحكم الناجح. 

ذلك أن النمو الاقتصادي في 2016 هبط إلى 9ر2% ، أما في الربع الثالث من السنة ، وهو أحدث فترة تتوفر إحصاءاتها ، فقد حدث نمو سالب أي تراجع بنسة 8ر1%.

وفي حين كانت الصناعة التركية تنمو بسرعة ، وتغمر أسواق المنطقة لرخصها ، انحدر معدل النمو الصناعي إلى ُخمس الواحد بالمائة.

أما تكاليف المعيشة ومعدل التضخم ، الذي انخفض في جميع دول العالم ، فقد ارتفع في تركيا إلى مستوى 8ر7%.

ارتفعت نسبة البطالة في العمالة التركية إلى 3ر11% ، اما الحساب الجاري لميزان المدفوعات ، الذي يقيس المركز المالي للدولة ، فقد حقق عجزاً بلغ 8ر4% من الناتج المحلي الإجمالي.

الموازنة العامة التركية تعاني من العجز في حدود 8ر1% من الناتج المحلي الإجمالي ، وسعر الفائدة على الليرة التركية ارتفع إلى 33ر11% ، وهي من أعلى النسب في العالم ، وتقيس درجة الخطورة وضعف الثقة.

أما العملة التركية فقد فقدت خلال سنة واحدة 1ر17% من قيمتها تجاه الدولار ، وبدلاً من أن يعادل الدولار 91ر2 ليرة قبل سنة ، أصبح يعادل 51ر3 ليرة في نهاية 2016.

عندما كان الاقتصاد التركي في حالة صعود مبهر ، كان الرئيس رجب طيب اردوجان ينسب هذا النجاح إلى حسن إدراته الشخصية ، أما الآن فإن المراقبين يحمّـلون مسؤولية النكسة والتراجع على كاهل اردوجان الذي ، كرئيس للجمهورية بصلاحيات دستورية بروتوكولية ، أخذ يمارس عملياً صلاحيات لا يملك مثلها سوى رئيس منتخب شعبياً في نظام رئاسي.

لقد طال انتظار تركيا على أبواب أوروبا على أمل قبولها في عضوية الاتحاد الأوروبي ، ولكن الموضوع أصبح الآن مغلقاً نهائياً ، لأن النظام التركي ليس ديمقراطياً ولا يرقى إلى الحد الأدنى من المستوى الأوروبي ، وقد ظهر على حقيقته بعد الانقلاب الفاشل الذي استعمل كمبرر للبطش بجميع فئات المجتمع التركي المدنية والعسكرية.

ملاحظة: مصدر جميع الأرقام والنسب المئوية الواردة في هذا العمود هو مجلة الاكونومست الإنجليزية (عدد 23/ 12/ 2016).

الراي 2017-01-27



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات