إخواننا ونحن أوْلى بهم وواشنطن ولنا معها تحالف
قد نكون نفضّل الجزء المرخص قانونياً من الاخوان المسلمين، او الأجزاء التي خرجت من عباءتهم لتشارك في العمل السياسي بحرية أكثر، لكن ذلك لا يجعلنا نستقوي على مواطنين اردنيين بوضعهم في خانة الارهاب .. حتى اذا وافقت الولايات المتحدة على ذلك! فنحن لنا طريقتنا في التعامل مع «الرأي الآخر» حتى لو كان اخذ شكلاً فوضوياً.. فنحن نعرف كيف نضبط شارعنا، ولا ننتظر من احد أكانوا عرباً او غير عرب ان يضعوا الاخوان الاردنيين في قوائم مدانة قبل محاكمتها
نحن نعرف ان هناك من الارهابيين خرجوا من تحت عباءة الاخوان، ولكنهم – هؤلاء – لم يكونوا بحاجة الى المرور من هذه العباءة ليصبحوا ارهابيين.
في زمن ما كانت تتم جرائم فظيعة في تصفية احزاب لمجرد ان عضواً فيها مارس العنف والاغتيال، وكنا نقول قد يتفق واحد مع نفسه او اثنان او ثلاثة او عشرة لخيانة حزبهم ووطنهم.. ولكن من غير المعقول ان يتفق عشرات الآلاف على مقارفة الخيانة، والا فانهم ينتمون الى أمة ساقطة لا تستحق الحياة والحرية.
قرأنا قبل أيام تحريضاً بالاردن لانه لا يشارك في موضة تعميم صفة الارهاب على الآف الاردنيين وقرأنا ان عبدالله الثاني يزور واشنطن ليحصل على المزيد من المال.. وهذا كلام معيب، فنحن لا ننتظر من احد ان يبلغنا ان «اخواننا» ارهابيون، او يعتقد ان علاقاتنا بالقوى الكبرى او القوى الاقليمية خاضعة للبيع والشراء.
هذا عيب ولعل الصحيفة التي نشرته اهتمت بمكالمة هاتفية بين واشنطن وشخصيات عربية نحترمها ونجلّها اكثر من اهتمامها بأهداف جلالة الملك الذي تفتح له واشنطن ابوابها.. وليس خزائنها، علماً أن القوى العظمى ليست جمعيات خيرية توزع الزكاة على الفقراء والمحتاجين، ولولا ان الاردن حليف قوي لما رفعت الادارة الديمقراطية معونتها السنوية الى اكثر من مليار دولار، ولما كفلت ملياري دولار عرضها الاردن على المستثمرين الاوروبيين.. فغطوها وزيادة .
نحن الذين نقرر علاقة الدولة بمنظمة حزبية اردنية، ولا احد غيرنا لقد حاول النظام السوري .. ووصل الأمر الى محاولة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق مضر بدران.
لكن السوريين ورغم ثبوت اشتراك اخواني في عملية ارهابية بدمشق اكتفوا باعتذار جلالة الملك الحسين علنياً، واكتفت دمشق العاقلة باغتيال الفاعل، الذي كان سوريا وأساء الى الضيافة الاردنية .
أهل الصحافة المنعمة، لا يعرفون الاردن الا من خلال الاذاعات القديمة، والفضائيات المتهالكة، وعليهم تجديد معلوماتهم، فالاردن ليس مغلقاً، والصحفي العربي والاجنبي لا باب يُغلق في وجهه وكل شيء.. مقروء تحت ضوء النهار الساطع .
الراي 2017-02-01