أضغاث أقلام!
قلت مرة: معظم الرجال، إنْ لم يكن كلهم، كالأطفال، حينما يرون «لعبة!» جميلة، يبكون للحصول عليها، ويلهثون وراءها، حتى إذا امتلكوها، هشموها!
وأقول اليوم: ثمَّةَ من يستمتعن بالقيام بدور الضحية، أعني «اللعبة»، ويدفعن «الطفل» دفعًا لتحطيم «لعبته»، بل ربما يطيب لهن أن يلاعبن الطفل، ويحولنه هو إلى لعبة، يستمتعن بتحطيمه، ثم إعادة «جمعه» كأن ثمة رغبة دفينة في الاستمتاع بلعبة عبثية لا تنتهي، الحياة موجودة في مكان آخر، لا شأن له بالعبث والتكسير والجمع والطرح، الحياة في إحدى تجلياتها الإبداعية إعادة «خلق» اللعبة، وتحويل شظاياها إلى كائن حي نابض بالفرح!
قليلون هم من يستطيعون أنْ يصنعوا سعادتهم دون الاستعانة برفيق، وكثيرون هم الرفاق الذين يبدعون في تحويل حياة رفاقهم إلى جحيم!
حينما يتصدع البيت، نتيجة عوامل الطبيعة من حرٍّ وقرٍّ، نعمد إلى ترميمه.الأسرة قد تتصدع أيضًا، وهي أكثر حاجة للترميم من حيطان البيت!
كي تتقي شرَّ المرأة، إياك أنْ تقول لها الحقيقة، حتى لو أقسمتْ لك أنَّها تُفضل الرجل الصادق، والصريح، فهي لا تحتمل الحقائق، وتفضل الرجل الذي يكذب عليها، خاصة حين يتعلق الأمر بجمالها، وحُسن هندامها، وعلاقاتك النسائية قبل أنْ تعرفها!
هذا التعميم القسري، لا ينطبق على الجميع بالطبع، ولكن قلة من النساء من تفضل الاستماع للحقيقة، وربما لهذا السبب تحديدا أبيح للرجال أن يكذبوا على نسائهم!
نهتم عادة بنظافتنا الخارجية، نستحم مرة أو مرتين أو أكثر في الأسبوع. كم مرة نُمارس الاستحمام الداخلي، في العمر كله؛ لتنظيف ما ترسب من إحباط وانكسارات وأحقاد؟
بالمناسبة، حتى مثل هذا السلوك الضروري، ربما يحتاج إلى شراكة من نوع ما، فثمة مناطق في جسمك لا تستطيع أن تصلها أثناء الاستحمام، وكذا هو الأمر بالنسبة للاستحمام الداخلي الروحي!
في الطريق إلى المطار، نشب بينهما خلاف، فمزقا تذاكر السفر، وقررا العودة، إلى بيتين لا بيت واحد، إلى هنا والحكاية عادية جدًا، ما هو غير عادي، أنهما لم يكونا مسافرين، ولم يكن ثمة أحد على ذاك الطريق، ولم يكن حكاية أصلًا، وأنا لم أكتب هذا الكلام، وأنتم لم تقرؤوه! الحقيقة.. هذه هي الحياة كلها!
في أحايين كثيرة..
نحن لا نختار في العيش مَنْ نرتاح معهم... بل نختار مَنْ لا نستطيع العيش بدونهم، ولا نستطيع أنْ نعيش معهم!
الدستور 2017-02-03