عصر الاستيطان
يبدو أننا في عصر المستوطنات الإسرائيلية، حيث تعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلي باستمرار عن قراراتها الجديدة ببناء مستوطنات جديدة، أو انشاء وحدات استيطانية في المستوطنات القائمة بالضفة الغربية والقدس المحتلة. فهذا العصر، يبدو مثاليا لإقامة هذه المستوطنات التي تعتبر من وجهة نظر العالم، باستثناء الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته، غير قانونية، وتدمر عملية السلام، وحل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي كحل عادل للقضية الفلسطينية.
لن تدع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عهد ترامب من دون استغلال، فهي ومنذ أيامه الأولى، قررت زيادة أعداد المستوطنات الجديدة، وتوسيع القائمة من خلال بناء وحدات استيطانية جديدة فيها. وخلال أسبوع، أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بناء 6300 بيت استيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة. كما أعلن، أول من أمس، عن قرار لبناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، بدلا من البؤرة الاستيطانية "عمونة" التي تمت إزالتها قبل أيام.
هناك نحو 230 مستوطنة قائمة في الضفة الغربية والقدس، ناهيك عن البؤر الاستيطانية العشوائية، فيما يتوقع أن يزيد عددها بشكل متواتر خلال عهد ترامب، مستغلةً (السلطات الإسرائيلية) التأييد الاميركي للمستوطنات، ما يعني الاستيلاء على غالبية الأراضي الفلسطينية التي كان من المقرر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها. ويظهر، أيضا من الردود الفلسطينية والعربية الباهتة وغير الفاعلة والتي اكتفت بإدانة الاستيطان، من دون إجراءات فعلية لكي تجعل هذا الاستيطان غير الشرعي مكلف الثمن للاحتلال الاسرائيلي.
إن الاستيطان سيكون العنوان الأبرز خلال السنوات الأربع لعهد ترامب. نتنياهو، يعرف كيف يستغل الظروف المؤاتية لتحقيق مخططاته في تدمير حل الدولتين، من خلال خنق الفلسطينيين بالمزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة. نتنياهو يعرف تماما ما الذي يقتل ما يسمى بمفاوضات السلام، ويقوم بفعله من دون أدنى تردد، فهو يسعى لذلك، وأهدافه اصبحت واضحة للجميع، لا يريد حل الدولتين، وإنما يريد أن يضم أراضي الضفة الغربية والقدس، ويقضي على حل الدولتين نهائيا وللأبد. ونتنياهو لا يحسب أي حساب للفلسطينيين والعرب. والعالم ويعتقد أن الخطوات المضادة التي ستتخذ لمواجهة مخططاته، لن تزيد عن الإدانة والاستنكار.
ولا تحتاج هذه النتيجة الكثير من التفكير للوصول اليها، فالمؤشرات والخطوات الإسرائيلية على الأرض تؤكد ذلك. وللأسف، يبدو أن القضية الفلسطينية تمر في ظروف سيئة جدا، ولا ضوء في آخر النفق... على الأقل بالمرحلة الحالية.
الغد 2017-02-04