بين شمال سوريا وجنوبها
معروف للعاملين في المطابخ الصحفية ان أخبار القصر تُنتظر لتُعتمد مما تبثه وكالة بترا، والاخيرة تنتظره أساسا ليأتيها من إعلام الديوان، اما عندما يلتقي الملك صحفيين مباشرة فإن الامر يعني تقديم معلومات وعناوين عامة وتترك لهم ليقدموها على اساس فهم صحيح، خصوصا وان الكلام المباشر لا يكون حاضرا الا نادرا في ما يقوله الملوك وأكثره يكون بين السطور.
تتأتى أهمية الاردن فيما يجري من موقعه في قلب المثلث الفلسطيني السوري العراقي، وعندما يصبح مربعا بإضافة السعودية، بما يعني أن اي حل على أي ضلع لا بد وان يمس الاردن او ان يكون له دور فيه، فعلى الجانب الفلسطيني مثلا فان أي حديث عن اي مشروع حل لا بد ان يكون اسم الاردن حاضرا لدور يلعبه او كشريك مباشر، وفي الحالة السورية فان كل الحدود الشمالية متشابكة أمنيا مع الاطراف السورية، وتكشفت استطاعة الاردن في الاستانا على فرض مشاركة المعارضة في مباحثات وقف اطلاق النار بما يعني انه لاعب في الجنوب السوري لا يقل أهمية عن تركية في شماله.
وفي موضوع العراق وعلى طول حدود الاردن الشرقية تمت السيطرة الامنية تماما ولم ينفذ منها دواعش رغم سيطرتهم لفترة طويلة على الانبار، والامتداد من مثلث الرطبة الى البو كمال السورية مقابل الضلع الاردني فيه.
والأردن مرتبط استراتيجيا بدول الخليج وليس السعودية فقط بما يجعله مستعدا لكل اشكال التعاون معها رغم عدم التقدير الخليجي للامر، كما ينبغي في حالات كثيرة. وكون المرحلة الآن تشي الى فرض حلول فان المعادلة الدولية أخذت الاردن معها كلاعب اساسي، وهذا ما أراد ان يقوله الملك لصحفيين ويمكن قراءته مما بثته وكالة بترا عن اللقاء، وليس مما تناوله الذين حضروه، وينبغي الاشارة الى ان ما يجري شمال سورية منسقا بين روسية وتركية، ومقابله سيكون منسقا في جنوبها أمريكيا وأردنيا.
السبيل 2017-02-08