روحاني .. وحقائق الأمور !
أنْ يهدد حسن روحاني الرئيس الأميركي دونالد ترمب ويقول له: «سنجعلك تندم» فهذا شأنه وهناك بيت شعر عربي يقول :»لا تحقرن صغيراً في مخاصمة.. إنَّ البعوضة تدمي مقلة الأسد» أما أن يقول الرئيس الإيراني وبأعلى صوته :»إنَّ إيران لا تسعى إلى تأجيج الوضع والتوتر في المنطقة والعالم» فإن أقل ما يمكن أن يكون الرد عليه بأن هذا عيب ومجافاة لحقائق الأمور وإن كل من سمعه، من غير تحالف «المعارضة والمقاومة» لا بد وأنْ ضحك حتى إستلقى على ظهره.
إنه لا بد وأن الشيخ روحاني مادام أنه رئيس الدولة الإيرانية قد تابع كل التصريحات التي دأب قادة الحرس الثوري على إطلاقها على مدى سنوات ما بعد الغزو الأميركي للعراق، الذي فتح أبواب هذه الدولة العربية والتي ستبقى عربية، لإيران وتوعدوا فيها إقتداء بما بقي يردده مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي بفرض إرادتهم على المنطقة كلها وهذا هو ما حصل فعلاً في بعض دول هذه المنطقة .
كان على السيد حسن روحاني مادام أنه صرَّح بهذا الذي صرح به أمام وسائل الإعلام التي غدت وأصبحت لا تخفى عليها خافية في أي مكان في الكرة الأرضية أنَّ إيران ليس تؤجج الوضع في هذه المنطقة وفقط بل أنها تحتل إحتلالاً مباشراً إثنتين من أهم الدول العربية هما العراق وسوريا وأنها هي من أحدث كل هذه التوترات في لبنان ومن أشعل نيران هذه الحرب الطاحنة المدمرة في اليمن التي إقتربت من أن تبدأ السنة الثالثة من عمرها الذي نسأل الله ألاّ يكون مديداً.
هناك الآن في سوريا قوات رسمية إيرانية تشير التقديرات إلى أن عددها قد تجاوز الثمانين ألفاً وهناك ميليشيات مذهبية وطائفية تم إستيرادها من العديد من دول هذه المنطقة ومن خارجها وصل عددها إلى ستة وستين تنظيماً ثم وأن المفترض أن السيد حسن روحاني يتذكر أن بلده إيران قد دخلت مع روسيا في تراشق كلامي حول أيٍّ منهما قد حال دون سقوط نظام بشار الأسد الذي كان آيلاً للسقوط خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير!!.
ثم والمفترض أن السيد حسن روحاني بحكم أنه رئيس إيران يعرف أن بلده هذا قد دعا لمؤتمر سيعقد في العشرين من هذا الشهر في طهران تحت ذلك العنوان الذي غذا مستهلكاً: «دعم الإنتفاضة» كانت تحضره في العادة كل التشكيلات والتنظيمات التي تشكل بؤراً للتأزيم والتوتير في دولها ومن بينها حركة «حماس» التي أصبحت برأسين أحدهما يمثله محمود الزهار الذي كان أعلن»بيعته» للولي الفقيه وأصبح ومعه مجموعته تابعاً لحراس الثورة الإيرانية مثله مثل الحوثيين وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي في العراق بقيادة هادي العامري.
حتى فترة قريبة، قبل أن تفعل إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان والمنطقة كلها هذا الذي فعلته ولا تزال تفعله، كان «الوجدان « العربي عموماً معها وضد كل من كان ضدها لكن الآن وبصراحة فإن هذا «الوجدان» قد تحول وأصبح بعيداً بل أنه أصبح مع كل هذه التهديدات التي أطلقها دونالد ترمب ضد إتفاقية النووي المعروفة وضد التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية لهذه المنطقة التي هي منطقة عربية .
الراي 2017-02-12