لقاء حفل إفطار نعم .. لكنه سياسي بامتياز " شاهدوا الصور "

المدينة نيوز – خاص – ميس رمضان - : لم يكن بمقدور الإسلاميين مقاطعة مأدبة إفطار دعا إليها الملك – الاربعاء – رؤساء النقابات المهنية والعمالية والأمناء العامين للأحزاب وأقيمت في مدينة الحسين للشباب .
الإسلاميون ، كجهة نقابية وسياسية فاعلة تسلط عليها الأضواء في مثل هذا اللقاء الذي ينتهجه جلالته سنويا بغية التواصل واللقاء مع هذا القطاع الهام من قطاعات تعتبر نخبة المجتمع .
هل سيتمخض سلام منصور على جلالة الملك عن عودة الإسلاميين عن قرار المقاطعة ؟ .
سؤال ساذج – ربما – على اعتبار أن هذا لقاء إفطار وغير سياسي ، ولكن : من قال إن حركات الملوك تفسر على عواهنها ..
جلالة الملك ، وضمن معلومات انفردت بها المدينة في حينه ، وخلال اجتماع للمجلس السياسي أمر الرفاعي أن يسعى إلى ضم الإسلاميين للإنتخابات وأن يحثهم على عدم مقاطعتها حرصا منه على مشاركة جميع الأطياف .
ذات ظهيرة – نهاية التسعينيات – قاطع الإسلاميون الإنتخابات ، والتقى الملك المرحوم بقطاعات نخبوية وشعبية في الزرقاء ، مع مفارقة أن الذي كان يجلس إلى منصة الملك زعيم الإسلاميين آنذاك اسحاق الفرحان ، واللطيف أن الملك المرحوم داعبه خلال كلمته وعن مقاطعته الإنتخابات بالذات ، وتهلل الجميع واستبشروا أن الإختلاف لا يفسد للود قضية .
جرب الإسلاميون المقاطعة وندموا بعد ذلك باعترافهم هم ، ولقاء منصور جلالة الملك في هذا الظرف " الإنتخابي " الرمضاني يعود بالعجلة إلى 13 عاما خلت ، لم يحصد الإسلاميون فيها إلا الخسائر المتلاحقة ، مرة بسبب مقاطعتهم ، ومرات بأسباب أخرى ، ، مع أنهم من أكثر الناس إخلاصا للبلد والنظام ويشهد على ذلك تاريخهم .
المفارقة أيضا وهي في محلها وإن بدت غير ذلك : : أن قضية المركز الإسلامي ما زالت على حالها واقتيد أو أمروا بالذهاب إلى التحقيق رجال أنقياء اتقياء من مثل الشيخ سعد الدين الزميلي الذي يشهد له القاصي والداني بالأمانة والإستقامة وبانه أصلا غير سياسي بل رجل خير ، بالإضافة إلى زعماء التيار ومنهم المراقب العام ، وهو مؤشر على جفاء لم يكن له أن يؤشر إلى انفراج قريب في العلاقة بين الدولة والإسلاميين ، وأيضا : خلال حقبة البخيت كاد الرئيس الاسبق أن يحل جماعة الإخوان بحالها لولا تدخل الملك الذي يعرف أكثر من غيره توازنات البلد ومصالحها العليا ، والشد والضغط الذي مورس على الإسلاميين لا يعني أنهم خارج الدولة و خارج النظام وتشهد أحداث الجنوب – ذات مظاهرات – أنهم – الإسلاميين – كانوا صمام أمان للبلد ، وأشاد بهم جلالة المرحوم بعد أن هدأت الأوضاع .. .
من قال إن الإسلاميين في الاردن يغردون خارج السرب الوطني متجن وذو أهداف استئصالية لم يسبق للنظام أن مارسها يوما ما ، فلماذا يمارسها الآن ؟؟
من هنا ، كان لقاء منصور بجلالة الملك – في حفل الإفطار – حميميا ودافئا وذا دلالات ، وهو ، لمن يريد أن يعرف – أكبر وأقوى رسالة من جلالته لحزب سبق للملك أن قال عنه عشرات المرات : إنه من ضمن النسيج الأساسي لهذا البلد ، وهو طيف من اطيافه .
تأمل قطاعات كبيرة من الأردنيين أن يعود الإسلاميون عن قرار المقاطعة ، فأمرهم بيدهم ، لكي يكون في البرلمان السادس عشر معارضة حقيقية يثق بها الناس ، بدل ان نجد برلمانا ذا لون واحد يتعاطى مع معارضة مصلحية مهما غردت فإنها لا تغني إلا في بئر دون ماء وبلا قرار كونها نخبوية غير شعبية بعكس الإسلاميين . .
لقاء حفل إفطار نعم ، لكنه لقاء سياسي بامتياز .
حمى الله الأردن .