شعار إسقاط الحكومة!

تم نشره الجمعة 24 شباط / فبراير 2017 12:49 صباحاً
شعار إسقاط الحكومة!
جميل النمري

بعض التحليلات يربط مستقبل حكومة د. هاني الملقي بما سيحدث اليوم في الشارع؛ أي حجم التظاهرات التي تطالب بإقالة الحكومة. ونتذكر أن المطالبات بإقالة حكومة د. عبدالله النسور لم تتوقف منذ سنتها الأولى، واشتدت مع النصف الثاني من عمر البرلمان السابع عشر واستمرار برنامج التصحيح المالي وفقا للتفاهمات مع صندوق النقد الدولي، وتم نيابيا رفع 4 مذكرات لحجب الثقة على الأقل، فشلت جميعها في تحقيق هدفها.
الجميع يعرف أن المشكلة ليست في الملقي كشخص، بل في السياسات والقرارات؛ وهي عابرة للحكومات ولا يرتبط تغيير الحكومة بها، بل باعتبارات أخرى. ولو تمت إقالة الحكومة لامتصاص الضغوط والاحتجاجات، فلن يتم اختيار بديل سندا لما يمثله من توجه سياسي اقتصادي؛ فرؤساء الوزارات لا يأتون ممثلين لتيار سياسي وفكري وبرامجي. وإلى أن يتحقق الإصلاح السياسي العتيد، بوجود برلمان سياسي حزبي، فإن طبيعة تكوين الحكومات ستبقى ضمن الصيغة السائدة. ولا أعتقد أن ذلك يغيب عن الذين يهتفون بتنحية الملقي، إلا أنها الطريقة الشعبية المباشرة للتعبير عن الرفض للسياسات الحكومية والمطالبة بنهج بديل. لكن هل يوجد حقا نهج بديل؛ نهج يحقق الإيرادات المطلوبة ويمكّن من الوفاء بالالتزامات من دون المزيد من رفع الضرائب والأسعار؟
الحكومة بدأت حملة مضادة قد تتوسع في الأيام المقبلة لإثبات أن الحملة عليها ظالمة، وأن الأسعار على الفئات الشعبية لا ترتفع. وقد نشرت الحكومة أول من أمس على الصفحة الأولى في الصحف، إعلانا بنصف صفحة يبين السلع والخدمات التي لم تتأثر بالرفع؛ كما قد تقدم إحصاءات تبين السلع التي انخفض سعرها عن العام الماضي والذي قبله، بما في ذلك البيض واللحوم. وبالطبع، يمكن التذكير بأن أسعار المحروقات تراجعت كثيرا مع انخفاظ أسعار النفط عالمياً، وأن الكلفة الإجمالية للنفط على الأردن نزلت إلى النصف، ما يعني أن الأسعار والتضخم بشكل عام تراجع عما كانت عليه الحال قبل عامين، بحسب ما تبين ذلك نشرات دائرة الإحصاءات العامّة.
صحيح أن هناك انخفاضا في التضخم، لكنّ هناك أيضا تراجعا في النمو. ومتوسط المستوى المعيشي للجمهور يتراجع، والبطالة تتسع ويسود التشاؤم بالنسبة للمستقبل. ويبدو أن السياسات الحكومية لسد العجز تخدم فقط هدفا آنيا، ولن يترتب عليها أي تحسن في المستقبل.
صحيح أن أي رؤية اقتصادية خلّاقة لن تكون لها انعكاسات مباشرة وآنية، حتى بافتراض أن الحكومة ستلتزم بتطبيقها. لكن وجود تصور مقنع مرتبط بإجراءات أولية ملموسة تتخذها الحكومة هذا العام كعربون التزام للمستقبل، سيمنح الشرعية لبقاء هذه الحكومة. والبرنامج يجب أن يكون له جناحان: زيادة الإنفاق الاستثماري، وتقليص الإنفاق الجاري. وفي الجانب الثاني، كنا أشرنا إلى قصور الإجراءات الحكومية. وإذا أردنا الشفافية، فلنتكاشف حول حجم الإنفاق في كل بند، وما هي نسبة التقليص الممكنة ضمن إجراءات فعالة، ويمكن أن نعد عشرة مجالات يمكن فيها تقليص الإنفاق إلى النصف.
وفي مجال الإنفاق الاستثماري، تحدثنا عن توفير الموارد من الأثرياء لمصلحة صندوق عام يوجه المال للاستثمار من خلال قانون خاص، بدل التوسع في ضريبة الدخل. وكما قلنا المرة تلو المرة، فإننا نحصّل ضريبة دخل من الأثرياء أقل من أي دولة أخرى؛ أكان ذلك بسبب التهرب الضريبي أم القانون نفسه، ولو حصلنا المعدل العادل، وهو ما لا يقل عن 7 % من الناتج الوطني الإجمالي، لرفعنا العوائد من ضريبة الدخل بأكثر من ملياري دينار، تعادل أربعة أضعاف المبلغ الذي ترجو الحكومة تحصيله من رفع الأسعار.

الغد 2017-02-24



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات