مُرضعات السواقين؟!

المدينة نيوز - خاص - كتب جهاد جبارة :- أثارني,وهزّ عروبتي النبأ الذي نشرته "المدينة نيوز " حول نسوة عربيات يُهددن بإرضاع سواقيهن,إن لم يُسمح لهن بقيادة السيارات!.
خبر كهذا أركب عقلي ووجداني أرجوحة تُحلّق فوق كذب تارة,وتارةً فوق ذهول!
فهل يُعقل أن عربية حُرّة عرفناها تُقبل على,وترضى الموت وتأبى أن تأكل بثدييها,هل يُعقل أن تُساوم,وتتحدى أباها,وشقيقها,وعمّها,وزوجها بحليب ثديها مُقابل الجلوس خلف مقود عربة,والدوس على ضاخخة الوقود؟!
أشك,ولا أصدق,وأكاد أجزم أن الوكالة,أو الوكالات التي أوردت النبأ وبالطبع لا أقصد "المدينة نيوز "إنما أرادت تسفيه,وتحقير السيدات العربيات الأبيات!,ربما أرادت المدينة نيوز أن تُرينا كم أن النساء العربيات مُستهدفات!.
أليست المرأة العربية هي من أقرت الضيفان في غياب زوجها وكانت سيدة البيت التي صانت عرضها وشرفها,وكانت سيدة الكرماء؟!.
أو ليست هي التي ضمدت جراح الفرسان في معارك تاريخية فاصلة؟!.
أليست هي من امتطت صهوات الخيل,وكانت الفارسة التي لا يُشق غُبارها؟!.
أو ليست هي من أرضعت علماء,وأسياد هذه الأمة؟!.
أليست هي الأم,والأخت,والزوجة,والبنيّة الأقرب إلى قلب وشيبة الأب الطامح لعبور الجنّة من خلال تربية,وتنشأة صالحة؟!.
تُرى ما الذي يمنعها من قيادة سيارة وهي التي قادت الإبل في ليل حالك العتمة طويل الأمد؟!,وما الذي يمنع من أسرجت خيول الفرسان ذات غارة من أن تُحلّق على جناحي طائرة حتى؟!.
وما الذي يمنعها من قيادة سيارة وهي التي تقود مستقبل أجيال نحن بأمس الحاجة لإنجازاتهم؟!.
أعذرونا,يا نساء العرب الحريرات الحُرات إن كان منا من يُقلل من شأنكن,وانتن الرحم الذي لولاه لانتهينا,ولغدت سلالتنا شقراء,صفراء لا تُتقن العروبة,ولا تعرف حرمة أثدائها!؟
بالمناسبة,والله لا أصدق أن ثمة عربية ستُرخص ثديها على شكل كهذا حتى لو كانت "..... "فاعذروني,أنا أجبن من أن أكتبها!!.
www.saheelnews.com
jihadjbara@saheelnews.com