في زمن العفاريت
ستبقى الثقة معدومة بأي حكومة والحال اليوم لا يختلف عن أيام التندر التي كان يقال فيها ان الحكومة تكذب حتى بدرجات الحرارة، وليس متوقعا ان يختلف الحال مع الحكومة الحالية إن لم يكن الا لمزيد من السوء، وإن الرئيس في كل تصريحاته يتحدث عن خدمة المواطنين وان حكومته كلها ستعمل من أجل خدمتهم والتسهيل عليهم فان العكس هو الذي يلمسه أي مواطن، وليشر أحد الى مكان تتم فيه خدمة المواطن بشيء جديد، وفي واقع الحال ان مؤسسات الدولة على حالها منذ امد في حين الذي يتراجع هو وضع المواطن من السيئ الى الأسوأ.
في صحافة امس كل الأخبار تبعث الى الاكتئاب، فمن انتحار ستيني الى احتراق سبعيني ووفاة شاب بعيار ناري ومقتل سيدة عجوز وسرقة عشرين الف من منزل، وحكم على متعاطي جوكر واعتداء على معلم، وتعثر مشروع مياه كفر خل، ومتسولة ترش ربة منزل بمادة مخدرة، وحتى شكوى سكان الجيزة من حوادث الطرق وضبط مقاولين حفريات بدون تراخيص، وسرقة منزل ومقصف مدرسي في عجلون وحوادث مميتة على طريق المطار مأدبا، وحريق منزل في المفرق وتصادم صهريجين ووفاة وافد بسقوطه عن عمارة في الكرك، ويد عامل علقت في جاروشة، وكل ذلك غيض من فيض ما يجري ويقع من حوادث يومية.
الى جانبها الاخبار السياسية المؤلمة، فمن قصف غزة والتوسع في الاستيطان واستمرار المجازر في سورية والعراق واليمن وليبيا، ودفن حل الدولتين واستمرار عباس بالتنسيق الامني مع العدو، وتأكيد الانقسام اكثر في مؤتمر الشتات الذي عقد للفسطينيين في إستانبول وما يتعرض له الفلسطينيون من حملات اعتقال يومية، وهناك الكثير غير ذلك ولا يقل ألما عنه.
الاكتئاب لم يعد مهما لكن حجم الذل وتوسع دائرة العار والهدر المستمر للكرامة والكم المتزايد من الاهانات التي تنال من الجميع بلا هوادة، ومع ذلك وما هو أسوأ هناك من يتبجح ويصر ان الاحوال ممتازة، وهي كذلك بالفعل لشلل وعصابات النهب والفساد.
السبيل 2017-03-01