تعالوا نتفاءل
يرجع نصف أسباب الأداء السلبي للاقتصاد الى النظرة التشاؤمية وهي ما تشيعها الأخبار السلبية والحديث المتكرر عن الأزمات وعن الأوضاع السيئة ., أما النصف الثاني فتتكفل به المؤشرات وهي ليست سيئة جدا كما يبدو .
رغم كل شيء النمو الإقتصادي ليس سالبا , لكنه ضعيف والدخل من السياحة وحوالات العاملين جيدة في ظل هكذا ظروف لكن بالإمكان تحقيق ما هو أفضل , والعجز في الميزانية يتراجع لكن بالإمكان محوه بالكامل بزيادة التدفقات الإستثمارية ومنها تخفيف البطالة والشركات حققت ربحا قدره 846.5 مليون دينار العام الماضي صحيح أن هذه الأرباح تراجعت مقارنة بنحو 959.5 مليون دينار للعام2015 لكنها تتحقق واشترى مستثمرون غير أردنيين العام الماضي ما قيمته 666.5 مليون دينار أسهم بنسبة 28.6 % من حجم التداول الكلي، وبلغ صافي إستثمارهم 237.1 مليون دينار
صحيح أن المؤشرات الاقتصادية سلبية , لكن لا بأس من جرعة تفاؤل , فسرد السلبيات لا يجب أن يعني , القبول بها , فما نحتاجه هو عمل جاد مغلف بجرعة تفاؤل ومنذ هذه اللحظة على الحكومة ورئيسها التوقف فورا عن تبرير الإجراءات الأخيرة والحديث عن ما ينبغي عمله في المستقبل ومغادرة الدائرة التي لفت البلاد لأكثر من شهرين فليس من الحكمة الإستمرار في الحديث عن المؤشرات « القاتمة « بل الحديث عن كيفية تحسين هذه المؤشرات بواقعية وبعيدا عن الكلام المعسول .
الانطباع السائد في الأوساط الاقتصادية هو عدم اليقين الذي يتغذى على مؤشرات سلبية فيما يتم إغفال المؤشرات الايجابية مثل تحسن السياحة ووضع الجهاز المصرفي القوي في ظل الأزمة ووضع الاحتياطيات ومؤشرات التضخم وهي سالبة وتراجع العجز في الميزان التجاري وإن كان في بعض أسبابه يعود الى تراجع الكلف وغير ذلك .
إذا أردنا البحث عن المؤشرات « القاتمة « فهي كثيرة لكن أحدا لا يتحدث عن الايجابيات وهي بحد ذاتها جرعة تفاؤل , فالوضع الاقتصادي مهما كانت صعوبته , لا ينقصه أن يغلف بالتشاؤم فما نحتاجه كذلك هو تعزيز ثقة المستثمرين الأردنيين بالاقتصاد باعتبار أنهم الأثر الذي نريد أن يقتفيه المستثمرون العرب والعالميون.
لن نكرر كلاما بات معروفا وهو أن الاقتصاد الأردني أثبت على مدى العقود الماضية أنه قادر على التعامل مع الصدمات و المؤثرات بمرونة كبيرة تتجاوز استيعابها الى تحويل السالب منها الى ايجابيات.
أجواء التفاؤل في الأوضاع الاقتصادية هي التي تدفع الناس الى الانتاج وحماية المنجزات , بينما لا يزيدها التشاؤم الا إنكفاء .
الطريف أن الشعب الأردني حسب آخر إستطلاع لمؤشر البؤس حل بالمرتبة 36 عالميا والخامسة عربيا من بين 108 دول، بينما كان من الطبيعي لو أن المؤشر أظهر أن أكثر العرب بؤساً في سوريا والسودان وفلسطين والعراق واليمن والأسباب معروفة , لكن أن يكون الأردنيون بؤساء فهذا ما هو غير مفهوم .
الراي 2017-03-02