ضوء في نهاية النفق
في لقائه مع أسرة (الرأي) الأسبوع الماضي ، كرر رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي تأكيده بوجود ضوء في نهاية النفق. وهو شعار متفائل ، يدل على قناعة بأن الانتعاش الاقتصادي قريب ، وربما أنه بدأ فعلاً ، وإن المؤشرات المستقبلية إيجابية تبشر بالانفراج.
يبدو أن هناك بالفعل ضوءاً في نهاية النفق ، لا يراه او يتخيله الرئيس وحده بل نراه جميعاً كما تدل المؤشرات الاقتصادية ، فقد بدأ في الربع الأخير من السنة الماضية تحسن ملموس في عدد من هذه المؤشرات الهامة.
1- بدأ احتياطــي البنك المركزي بالارتفاع ابتـداءً من شهر تشرين الثاني 2016 ، وفي كل شهر بعد ذلك ، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه.
2- ارتفعت مقبوضات السياحة الواردة خلال الربع الاخير من السنة بصورة ملموسة (حوالي 12%) ، وليس هناك ما يحول دون استمرار هذا الاتجاه.
3- ارتفعت حوالات المغتربين الأردنيين خلال الربع الأخير من السنة بنسبة 4ر2% وفي الشهر الأخير من السنة بنسبة 2ر3%.
4- انخفض عجز الموازنة في نهاية الشهر الأخير عما كان عليه في نهاية السنة السابقة بمقدار 105 ملايين دينار.
هذه أربعة مؤشرات هامة حدثت في الجزء الاخير من سنة 2016 والشهر الاول من 2017 ، وهي تدل على أن هناك بالفعل ضوءاً في نهاية النفق وأننا لسنا بعيدين من الخروج كلياً من النفق إلى فضاء واسع ، بل أن الانتعاش الاقتصادي قد يكون بدأ بالفعل.
هل ستكون سنة 2017 صعبة؟ بالتأكيد ، ولكن الضوء موجود في نهاية النفق وهو يعطي أملاً قوياً بأن هذه السنة ستكون أفضل ، وخاصة في المجالات التالية.
1- ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي من 2% إلى 8ر2% (وربما 3ر3% كما تقول الحكومة).
2- ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية بنسبة تزيد عن نسبة ارتفاع المديونية ، مما يخفضها كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي لاول مرة منذ عدة سنوات.
3- انخفاض عجز الموازنة بالأرقام المطلقة ليصبح أقل من 3% من الناتج المحلي الإجمالي نتيجة تحسن الإيرادات المحلية من جهة وضغط النفقات الجارية من جهة أخرى.
أما المنح الخارجية فمن المحتمل أن تهبط دون تقديرات الموازنة ، ودون ما تم تحصيله في السنة الماضية ، وذلك بعد انقضاء فترة السنوات الخمس على المنحة الخليجية ، ومماطلة المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته في مؤتمر المانحين بلندن.
الراي 2017-03-06