الملقي في تركيا

تم نشره الخميس 09 آذار / مارس 2017 12:43 صباحاً
الملقي في تركيا
فهد الفانك

لا أعرف ما سوف تسفر عنه زيارة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي والوفد الكبير المرافق له إلى تركيا ، فهذا التعليق يكتب قبل أن تبدأ الزيارة. لكن من حقنا أن لا نتوقع الكثير.

مع أن الاطراف المعنية تعطي طابعاً اقتصادياً للزيارة ، إلا أن الواقع أنها زيارة سياسية بامتياز ، ومن شأنها أن تسر البعض وتغيض البعض الآخر ، حيث أن ممارسات تركيا على الأرض العربية قضية خلافية ، لها أصدقاء وأعداء.

في الجانب الاقتصادي تأتي تركيا في موقع الباحث عن الأسواق لصادراتها الرخيصة والمدعومة ، واجتذاب المستثمرين للانتقال إليها بحجة الحوافز ، وإغراء الأردنيين بشراء مساكن في تركيا لقضاء الصيف ودعم ميزان المدفوعات التركي.

تركيا ليست في وارد الاستيراد من الأردن ، والميزان التجاري يميل لصالحها بشكل فادح ، وليست بوارد الاستثمار في الأردن أو في غيره ، فمحاولاتها مستمرة لاجتذاب المستثمرين الأردنيين ، وبالتالي فإن أي تعادل ، أو انفتاح متبادل ، او اتفاق تجارة حرة بين البلدين سوف يعمل لصالح جانب واحد هو الجانب التركي.

أما في مجال محاربة الإرهاب فإن تركيا ليست الشريك الذي يعتمد عليه ، يكفي القول أن معظم مقاتلي داعش ، الذين جاؤوا من 80 دولة ، مروا بتركيا وحصلوا على مساعدتها لاجتياز الحدود إلى سوريا ، كما حصل بعضهم على دورا ت تدريبية لاستعمال السلاح ، فالمهم في نظر أردوجان هو إسقاط النظام السوري.

تركيا في هذا المجال ليست مع الإرهاب ولا ضده ، فلها أولوياتها الخاصة بها ، وفي المقدمة محاربة الأكراد ودمغهم بالإرهاب ، ومنعهم من الحصول على نوع من الكيان القومي والاستقلال الذاتي.

يبقى أن لتركيا مطامع معروفة في الأرض العربية ، وطموحات ذات طابع عثماني. وقد استولت على لواء الاسكندرون السوري بالتآمر مع فرنسا ، وهي تتطلع إلى شمال سوريا لتحويله إلى منطقة آمنه تحت سيطرتها تمهيدأً لابتلاعها.

الوطن العربي مبتلى بجوار طامعين بأرضه الواسعة ، وموقعه الاستراتيجي ، وثرواته الطبيعية. بعضهم أصلاء على رأسهم تركيا وإيران وإثيوبيا ، وبعضهم الآخر دخلاء مثل إسرائيل. ولهم جميعاً مطامع معروفة في الأرض العربية. يغريهم أن الوطن العربي في حالة ضعف وتفكك ، مما يجعله غنيمة سهلة يسيل لها لعاب الجوار الأقوياء.

تركيا أخذت الاسكندرون ، وإيران أخذت الأحواز ، وإسرائيل أخذت فلسطين ، وإثيوبيا تريد أخذ ماء مصر والسودان.

الراي 2017-03-09



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات