الرهان الفاشل.. دائماً!!
اقتربنا من بداية العمل في مشروع توليد الكهرباء من الصخر الزيتي, وذلك بالقفل المالي لتمويل مشروع يعطينا 554 ميغاواط كهرباء, تشتري الدولة الكيلواط منه بسبعة قروش.
الذين يأسفون لأن استغلال هذه الثروة بالحرق المباشر, هو تبخيس لها, كما كنا نبيع, نحن العرب, برميل النفط بأقل من ثلاثة دولارات. نقول لهم لا عليكم, فعندنا الكثير من هذه الثروة, ونستطيع في زمن قادم أن نحوّله الى نفط وغاز.. لكننا الان, ونحن اكثر الناس جوعاً للطاقة, نقبل كل شيء. فما يولده الحرق المباشر للصخر الزيتي هو اكثر قليلاً من انتاج واحد من المفاعلين النووين. وكلفته ملياران من الدولارات, ويعمل به آلاف من ابنائنا.
لا شيء على حساب شيء آخر, والطاقة هي القاعدة الشرعية للتطور البشري. وكلما توفرت اكثر كلما وصلنا اسرع الى مرحلة الدولة القادرة على مواجهة المستقبل بكل ما يحمله هذا المستقبل من كوارث، فنحن الان عشرة ملايين انسان ونصف المليون ولا نعرف تماما كم يبقى منهم على ارضنا، وكم يعود، ومع ذلك فمشروع قناة البحرين: الاحمر- الميت يمشي بخطى حثيثة الى حيث تكون حدود الاردن الغربية محمية بالخصب والنماء على امتداد نهر الاردن وقناة الملك عبدالله وعلى امتداد شاطئ البحر الميت حيث مشروعنا العظيم–البوتاس، ثم وادي عربة بما نخطط له من سدود وبحيرات ومساقط مياه الى المرحلة التي نحافظ فيها على مستوى البحر الميت، فلا يموت، وإنما يبقى لاجيالنا القادمة والعالم.
في غمرة هذا الاستشراف للغد قريب، نقول للذين لا يريدون للاردن الخير: انتم تراهنون على خراب بلدكم كما تراهنون الان على الفوضى والدمار الذي يلحق بجيراننا العرب، تريدون ان يكون الاردن في الحالة اللائقة ببلاد تنقسم على ذاتها، وتقوم جيوشها بذبح الابناء وتشريدهم بالملايين، وترسم حول مستقبلها علامة الاستفهام الكبيرة.
نحن نعرف هذا الصنف من كارهي وطنهم، فقد كان نشطاً في كل مآسي الامة وكوارثها، عام 1948، وعام الوحدة وانضمام شرقي الاردن الى الصمود الفلسطيني، وعام 1956، وعام 1967 وعام 1970، ومثلما كان الاردن الوطن يخرج من هذه الكوارث قوياً وقادراً.. كان التخريب الداخلي يستمر بكل هذه الاحزاب والمنظمات والشعارات الكبيرة التي كانت لتضليل الامة لا الى حشد قواها وزجها في القتال الشريف.
حين كان الوطن يقاتل بلحمه الحي في الكرامة، كان الشارع العربي مكتظاً بصواريخ القاهر والظافر، وكانت عمان والسلط واربد محتلة «بالفدائيين»، وكنا دائماً مع الوطن الذي علمنا حقيقة واحدة: أن نصدق النيّة والعزيمة.
الراي 2017-03-11