تحفيز النمو الاقتصادي

تم نشره الأحد 12 آذار / مارس 2017 12:39 صباحاً
تحفيز النمو الاقتصادي
فهد الفانك

طرح رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي مؤخراً شعار تحفيز النمو الاقتصادي كمهمة تقوم بها الحكومة في الظروف الراهنة لرفع منسوب هذا النمو من 2% في 2016 ليصل إلى 3ر3% في 2017.

قد تكون هذه قفزة كبيرة يصعب تحقيقها خلال هذه السنة ، ولكن إذا لم تتحقق كلها فلا أقل من الاقتراب منها بالقدر الممكن ، وحتى 8ر2% تعتبر نسبة نمو مقبولة هذه السنة ، ويمكن أن تتحقق في الطريق إلى النسبة الأعلى ، خاصة وأن أمام الرئيس وفريقه الاقتصادي ثلاث أو أربع سنوات تكفي لإحداث التغيير المطلوب.

في الأصل أن النمو ُسنـّة الحياة ، فالاقتصاد مثل المشاريع ، يبدأ صغيراً ثم يكبر سنة بعد أخرى. لكن المقصود في حالة التحفيز عدم الاكتفاء بالتحسن التلقائي لمجرد مرور الزمن ، بل العمل على التدخل الإيجابي لتحقيق النتيحة المقصودة.

تحفيز النمو الاقتصادي شعار يقصد به قيام الحكومة بالتدخل لتسريع النمو ، فما هي وسائل تحقيق هذا التحفيز؟.

الطريق السهل والمباشر الذي يخطر على البال هو زيادة الإنفاق العام مما يخلق وظائف ويرفع الدخول ويحسن مستوى المعيشة ، ولكن هذا الطريق السهل قد لا يكون متاحاً في مرحلة يحاول فيها صانع القرار الاقتصادي أن يقلص عجز الموازنة ويسيطر على المديونية ، فهو يزيد الطين بلة.

في حالتنا ليس وارداً اللجوء إلى زيادة الإنفاق والتمويل بالعجز لتحفيز الاقتصاد في الوقت الذي نطبق فيه برنامجاً للإصلاح الاقتصادي يتطلب خفض الإنفاق وتقليل العجز.

ومع ذلك فإن قدراً معقولاً من هذا الحافز الهام معمول به فعلاً عندما تبلغ نفقات القطاع العام في 2017 أكثر من عشرة مليارات من الدنانير ، أو 36% من الناتج المحلي الإجمالي ، كما تدل موازنة الحكومة المركزية وموازنات الوحدات الحكومية المستقلة.

إلى جانب هذا الأسلوب المالي في التحفيز ، هناك إجراءات إدارية تتطلب مجهوداًً ومتابعة وأفكاراً جديدة تتمثل في الإصلاح الإداري ورفع مستوى الكفاءة في الإدارة العامة ، وزيادة الإنتاجية ، وتحسين مناخ الاستثمار ، وجذب المستثمرين ، والحد من البيروقراطية.

تحفيز النمـو الاقتصادي وإعطاؤه الأولوية يستوجب قدراً من التضحيات ، فهل يعقل تعطيل الحياة الاقتصادية يومين في الأسبوع ، وأكثر من 30 يوماً في السنة بسبب أعياد دينية يمكن الاحتفال بأكثرها مساءً ، أو بسبب هطـول الثلج ، أو حتى عند سماع أصوات المتفجرات في بلد مجاور؟.

الراي 2017-03-12



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات