عرس الزين
في عصر التردي لن يكون هناك شعارات وقد ولت أيام اللاءات الثلاثة والاستسلام كان أول الطريق ثم الصلح تم والمفاوضات جارية دون خجل رغم أكثر من عقدين عليها دون جدوى. وقد أزلنا رايات الحرب، والصلح مع بني قريظة والنظير لم يمنع الغدر وقد دسوا السم وما زالوا يفعلون، وهم لما فاوضهم موسى عليه السلام عجزوه بلون بقرة ويصدق عباس أنه سيقيم دولة وهمهم كان وما زال تلك البقرة التي يقال إنهم وجدوها ويستعدون للقربان بها عبر الهيكل الجديد.
ومن قبل عقد العزم هنا على قمة الوفاق والاتفاق، ومنذ ذاك الوقت وهوة الخلاف تتسع وقد تحولت قاعا للكل ضد الكل، والدم اليوم يملأ الدنيا من ذبح الأخ للأخ والقريب للقريب، وما عدنا امة واحدة وقد فقدنا الرسالة الخالدة، فعن أي أمر يتحدثون كلما اجتمع الشمل، وما الذي يمكن له أن يحدث فرقا اليوم وقد رفعت الراية البيضاء في بيروت بمبادرة سلام وهي استسلام علني لم يأبه به أحد، فالهزائم سبقتها ويقطف نتنياهو ثمارها وبات كل عنب الكرم له وليس للقوم اليوم من يجرؤ على ذكر بستان هشام.
والميت اليوم بحر لن يزيد فيه الموت ملحا ولا ملاحة، وستبقى الوجوه مسودة طالما الأقصى على مرمى عصا منه وليس في يد أحد مجرد حجر ليقذفه ولو ذوقا، ولسوف ينتهي السامر بالتأكيد على القدس عاصمة والسؤال لمن على وجه الدقة.
واللحن الجديد سينطلق ميتا في بيان سيأتي على ذكر دمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس بنوتة واحدة، وستعزف فلسطين فيه على الناي الحزين، وفي اللازمة سيتم ترديد المجاعة في مدغشقر ومقديشو، وبشير السودان سيظل مطلوبا للجنائية الدولية ولن يغير الأمر إن غاب أو حضر. والقمة تعقد في القاع هذه المرة، ثم، أو ليس المكان أدنى واخفض منطقة تحت مستوى البحر في العالم كله، وكما لكل من اسمه نصيب فإن لكل مكان لمن هم فيه نصيب أيضا.
السبيل 2017-03-13