قصيدة حيدر محمود الجديدة عن وصفي التل

المدينة نيوز- خاص وحصري – كتب رئيس التحرير : وصفي التل ، الشهيد ، الإنسان ، " الرجل " .. حاضر الآن ، وأتوقع بعد هذه القصيدة أن يكون كل شبر في البلد " كمالية " للحي والميت ، فكما قالت الخنساء : تماضر بنت عمرو بن الشريد : " يذكرني طلوع الشمس صخرا ، وأذكره بكل مغيب شمس ِ " ، فإننا ، وفي كل صباح سبق تغييرا حكوميا أو لم يسبق ، نتذكر هذا الجبل الذي قالت عنه الخنساء أيضا : " كأنه علم في رأسه نار ُ " .
حيدر محمود " صديق وصفي " والذي اختارنا واخترناه في هذا الموقع الأردني الهوى والهوية ، خصنا أيضا بهذه القصيدة التي تحكي كل شيء ، والأشياء التي تحكى هذا الزمان ، وبالذات هذا الأوان ما أكثرها ..
قصيدة " من الآخر " وعدناكم بها :
إرجع ْ ولو شوكة ً في الخصر ِ توجعـُـني !
قدْ عادَ من موتِهِ " وصفي " ليسألـَـني :
هل ما يزالُ على عـَهْدي بهِ .. وَطــَني ؟!
و لمْ يَقلْ - إذ رأى دمعي يُغالبُني - :
ـ ألا " كفى ! " و أعيدوني الى " كفني " !
فباطنُ الأرض ِ للأحرار ِ أكرمُ منْ
كل ِّ الذي فوقَ ظهر ِ الأرض ِ من عَفـَن ِ !
ماذا أقولُ لـ "وصفي "؟ والدماءُ على
كلتا يديّ َ ؟ تـُعرّيني ، وتفضَحُني ؟!
أنا قتلتُ "أبي "! والحِقدُ يَعـْصِفُ بي
و كان مني مكانَ الروح ِ في البـَدَن ِ
وهْو الذي من ظلام الخوفِ أخرَجَني
و من قـُيود ِ الأسى ، والزَيــْـفِ ، حرّرني
ماذا أقولُ لهُ ؟ : إني تركتـُك للـ
تـُجار ِ ، في النَار ِ، " كي يمتد َّ بي زَمـَني " !؟
ما كـُنتُ أُوثرُ أن يمتدَ بي لأرَى
بـَحْري .. يُراودُني ..عني ، وعن " سُـفـُـني "
لقد رأيتُ الذي حذ ّرت منه : أذىً
على أذى ً ، وأسىً كالظـل ّ يـَتـْـبعُني
عن كـُلّ ِ هَمّ ٍ أنا المسؤولُ ، أدفعُ ما
لا يستحقُ عليّ َ الدفعُ من ثمن ِ !
دفعتُ حتـّى فواتيرَ اللـّصوص ِ ، وما
أزالُ أدفعُها في السّـر ِّ ، والعـَلـَن ِ
هذا زمانُ " نـَعَمْ " .. في أبجديَة ِ مَنْ
لم يَبـْـقَ مـِن ْ خيْـلـِهـِم ْ فيهـِم ْ سوى "الرّسَن ِ! "
"وصفي " ! وأعرفُ أن ّ الرُوحَ تـَسمعُني
إرجـِعْ ..ولو شوكة ً في الخصر ِ توجعُني
أو زهرة ً ًمن زُهور ِ القــَفـْر يابسة ً
تحمي بقايايَ : من ضَعف ٍ، ومن ْ وَهَن ِ
إرجع كعُصفور ِ " دُوريّ ٍ " ،يُذكَــّرُنا
بأنَ ثمَة َ غـُصـْـنا ً ، بعدُ ، لم يـَهُن ِ
وأنَ ثمَة َ لحْـنا ً ليسَ يَسمعُهُ
الاَ الذين َ لهُم قلبان ِ في الأ ُذن ِ
هذا حِمانا ، و نحنُ العاشقونَ لهُ
وأنتَ في كـُلِ قلبٍ غير ِ مُرتهَن ِ
"عَرارُنا " واحدٌ .. والشعرُ موعدُنا
و لنْ تحيدَ قوافينا عن السـُّـنـَن ِ
أدعو "عَراراً " الى الذكرى ، ليُنشدَنا
"عفا الصَفا، وانتفى ".. فالناسُ في شـَجـَن ِ
قدْ غاب عنا الوفا.. والحُبُّ هاجرَ مِــنْ
قُلوبـِنا..فكأن ّ الحُب َّ لم يكـُن ِ !
يا خالَ " عَمـّارَ " ، صارَ النَاسُ مزرعة ً
للمارقين َ! و باتوا هُم ْ بلا ســَكـَن ِ !
حتــّى "الخرابيشُ " لفـّوها..ورُحـِّــلَ مَنْ
فيها.. لكي يستـُروا العوْرات ِ في المــُدُن ِ!
وســِّع لنا يا " أبـا وصفي " ، فإنَ بنا
شوقاً للُقياكَ ! وافـْـرِدْ " رُقعة َ الكـَـفـَن ِ " !
وقـُـل لـ "وصفي " بأنا قادمون َ معا ً
كي لا نُصَـليَ بَعْدَ الله ِ ، لـلوَثــَـن ِ !.
حيدر محمود
الشاعر الكبير حيدر محمود