مش بطّال
دون طاقية المتدينين اليهودية - الكابوتسة انتقل جيسون غرينبلات من القدس الجديدة الى رام الله ليبحث مع الرئيس محمود عباس استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بعد ان بحث خلال خمس ساعات مع نتنياهو ملفي الاستيطان والتسوية.
ومثل كل العلاقات الآثمة الاميركية – الصهيونية، فان غرينبلات هو سفير اميركا في اسرائيل، وهو مستوطن اسرائيلي على ارض فلسطين، وعضو جمعية استيطانية يهودية وامتدادها لائتلاف احزاب صهيونية تجاوزت حدود احزاب اسرائيل اليمينية!!. لكن غرينبلات تحوّل من كل هذه المواقع الى مبعوث الرئيس الاميركي لتقريب وجهات النظر الاسرائيلية – الفلسطينية قبل زيارة الرئيس عباس لواشنطن بدعوة من الرئيس ترامب، وقبل القمة العربية، وقبل رسم افق جديد للعلاقات الفلسطينية – الاسرائيلية والرئيس ترامب لا يخفي انه «بزنس مان» في صفقات العقارات والضرائب والسياسة. ويبدو ان الاميركيين والعرب هم الاكثر تصديقا لقدرته على حل المشاكل الدولية بطريقته واذا كنا تعرفنا على المطلب الاسرائيلي من ادارة ترامب، فاننا بانتظار التعرف على موقف منظمة التحرير الفلسطينية، وسلطة الحكم الذاتي الاداري، من ملامح وقسمات المطلب الفلسطيني الجدي. بغض النظر عن دعم الاردن ومصر، وبغض النظر عن مقررات القمة العربية والاصرار على حل الدولتين، لان هناك حقائق على الارض - ومنها التنسيق الامني - ومنها دور الولايات المتحدة وروسيا، وهو دور غامض الى حد بعيد.. وخاصة الموقف الروسي. فبعد زيارة نتنياهو الاخيرة لموسكو تستعيد الصورة القديمة للوفاق الاميركي - السوفياتي في فرض «الدولة اليهودية» على الامم المتحدة والعالم.. باعتراف متزامن وبفرق ساعات، بالدولة الجديدة دون حتى الانتباه الى ان قرار التقسيم نصَّ على «دولة عربية» بحدود واضحة، وتدويل القدس الكبرى بادارة دولية.
من الصعب شطب ستة عقود من تاريخ الصراع في المنطقة، وتجفيف مياه كثيرة مرّت تحت الجسور، ولكن ما يجري في المنطقة والعالم يحمل المفاجأة الكبرى، وهي انه من غير المسموح فرض الحقائق القديمة على شرق اوسط ممزق الى الحد المريع.
.. غرينبلات، يمكن ان يكون السفير والمبعوث الرئاسي، والمستوطن المتعصب، .. وكما يريد ان يكون - بقبعة وبدون قبعة - وقد نكتشف في وقت قريب ان ترامب.. مش بطّال.
الراي 2017-03-16