يخلق من الشبه 40 ومن الأسماء 140
سأخصص هذه الزاوية لهذا الأسبوع للكتابة عن قضية تحمل من السخرية ما يدفع الى الضحك لكن في جوهرها ما يثير الحزن أيضا , هي الشبه الذي قد يسعد صاحبه ويجعل منه نجما أو يتعسه ويجعل منه مجرما .
في بداية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما تسابقت الصحف ومواقع الإثارة على البحث عن أشخاص يشبهون شكل الرئيس الجديد , فبدأنا جولة من المتعة في فحص الصور وتمحيص الشبه وبينما كان الرئيس يستمتع كما نقلت الصحافة بأشباهه كانت تلك النسخ إن جاز التعبير تحصد شهرة تتسابق كاميرات التلفزة وعدسات المصورين لإلتقاط صورهم .
حدث ذلك في فنزويلا و حيث عثر على رجل شديد الشبه بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات , , وكثيرة هي القصص المماثلة .
يقال أن الناس يشبه بعضهم بعضا في الشكل والمظهر ، وفي الطباع والميول.. والأرواح تتآلف كذلك أليست الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف نعم يخلق من الشبه أربعين , نعم هناك من الناس من يشبهون بعضهم بعضا وهناك من يتشبه إلى المشاهير،.
كل ذلك بالطبع يأتي في باب اللطافة والإثارة , لكن ماذا إن تشابهت الأسماء , الشخص وأبوه وجده وعائلته حتى إسم أمه , هذه مصيبة , خصوصا إن كان الشبيه مجرما مطلوبا ومدانا , هذا يحدث في الدول النامية والعربية خصوصا « ومن تشابه الاسماء ماقد سجن» .
قبل أن أنقل بضعة روايات تحكي قصصا مأساوية وهي بالمناسبةمن دول أجنبية وأخرى عربية , سأقول لكم لماذا تحمست وسأبقى متحمسا للبطاقة الذكية التي مددت دائرة الأحوال المدنية دوامها لحفز الناس على إستصدارها , هي حتما ستنهي كل ذلك , لأنها ذكية ربما أكثر من ذكاء الإنسان الذي صنعها , وتستطيع التفريق بين الشخص وشبيهه , وحتى أبالغ كثيرا هي تستطيع التفريق بين المرء وأخيه والأب وبنيه وهكذا . فأذهبوا ,انهوا هذه الخديعة بالحصول على البطاقة
حسنا سأنقل لكم بضع حكايات طريفة , فمثلا صحيفة الصندي تايمز اللندنية الشهيرة كانت أجرت مسابقة لأفضل قصة حقيقية عن حوادث المصادفة... و من بين ألفي قصة فازت حكاية رجل شكا خلال الحرب العالمية الثانية من عدم وصول أي رسائل من زوجته - التي تركتها على وشك الولادة. وفي النهاية اكتشفت ان رسائله كانت تحول إلى جندي آخر له نفس الاسم في كتيبة اخرى.. كانا متطابقين في الإسم حتى ثالث جد.. ومتطابقين في السن والطول والتخصص والرقم العسكري . ما تسبب في خلط بين الرسائل حتى بعد انتهاء الحرب
أما حكاية الكابتن الذي كان يقود يقود طائرته فوق البحر وإضطر للهبوط بها بسبب عطل مفاجئ ما أدى الى غرق الطائرة بينما أنقذ نفسه بطوق نجاة لأيام كان بعدها بطلا لمسابقة أجرتها مجلة متخصصة ما إستحق جائزة لكن قبل موعد تسليم الجائزة بيوم واحد وصلت إلى المجلة رسالة من من شخص له نفس الاسم وقد إدعى أنه صاحب القصة الحقيقية. وبالتدقيق ؛ فالشخص لا يملك نفس الاسم فقط بل ونفس العمر والمهنة وكان قبل أربع سنوات يقود طائرة من نفس النوع وتعرض في نفس المكان لنفس المشكلة وها هو يطالب بنفس الجائزة!!
هذه القصص اللطيفة تحدث في أوروبا أما في عالمنا العهربي فهي من نوع آخر , خذوا حذركم حتى لا يحدث معكم ما حدث للطفل الصغير الصغير في بلد عربي – ليس الأردن - الذى لم يتجاوز عمره الأربعة أعوام عندما فوجيء والده بأنه مطلوب لقضاء عقوبة تصل إلى 28 عاماً، لأنه إقترف كما هائلا من التهم، تبدأ بإثارة الشغب وحرق الممتلكات العامة.
النتيجة بعد وقت طويل من العذاب تعامل فيها القضاء مع أوراق مجردة دون النظر الى المتهم المحكوم الذي كان يأتي الى المحكمة محمولا الى صدر أمه ورضاعة حليبه تتدلى بين شفتيه , كانت تشابه أسماء والإجابة « أسفين يا سيدي , تشابه أسماء , ويخلق من الشبه أربعين ومن الأسنماء 140 .
الراي 2017-03-17