الاحتفاء الإسرائيلي بالمجرم قاتل الجريح
لا تشعر سلطات الاحتلال الإسرائيلي ولا المجتمع الإسرائيلي، بأي من مشاعر الخزي والعار أو الاستهجان، عندما يحتفي مستوطنون إسرائيليون بالمجرم الإسرائيلي من قوات الاحتلال الذي أقدم على اغتيال شاب فلسطيني جريح لا يستطيع الدفاع عن نفسه، بإطلاقه النار على الشاب عبد الفتاح الشريف بينما كان جريحا وملقى أرضا. فهذا القاتل المجرم، يتم الاحتفاء به وتكريمه باعتباره بطلا.
في الاحتفال الذي جرى في الخليل الأحد الماضي، تم توجيه الشكر عبر مكبرات الصوت للقاتل لقيامه بقتل الفلسطيني الجريح، والهتاف له من قبل محتشدين تأييدا لما قام به واعتباره بطلا قوميا للمحتلين القتلة.
مستوطن، ممن يدافعون عن القاتل، استغرب محاكمة القاتل والحكم عليه بـ18 شهرا، قائلا "كان يجب أن يعامل معاملة الأبطال". نعم؛ فالقتلة بالكيان الصهيوني، يعاملون معاملة الأبطال.. لم ينظر القائل إلى أن الحكم الذي أصدرته المحكمة الإسرائيلية بحق المجرم كان هزيلا، ولا يتناسب أبدا مع الجريمة البشعة.. لقد كرمته المحكمة، فلم تحكم عليه سوى بأشهر قليلة، فيما لو أن عربيا قتل إسرائيلا بنفس الطريقة لقامت القيامة الإسرائيلية، وكانوا سيطلبون بقتل كل العرب، وكان سيحكم على العربي عشرات المؤبدات.
يستطيع، الإسرائيليون، خصوصا المستوطنين، القيام بأي أعمال إجرامية تحت مبررات واهية وغير مقبولة، إلا عندهم، فهم يحولون الأسود ليصبح أبيض، ويصفون الجريمة بالبطولة، ويصفون البطولة والدفاع عن النفس وحماية الأعراض والأرض بالجريمة.. إنه مجتمع الاحتلال الذي لا يتوانى عن قتل الجرحى، وتعذيب المصابين، وحبس الأطفال والنساء، وفي كثير من الأحيان قتلهم.. إنه مجتمع البغضاء الذي لا يتوانى عن وسم كل مقاوم للاحتلال بما يشاء من الأسماء والأوصاف، ويستخدم كل الوسائل لقتلهم، ولكنه يصاب بالهستيريا عندما يحتج أحد في العالم على أفعاله الإجرامية، ويستنكرها ويرفضها، سلميا، من خلال الكلمة والمسيرة والدعوة للمقاطعة. في هذا السياق، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي ناشطا بريطانيا مؤيدا للفلسطينيين من الدخول إلى الكيان، استنادا لقانون أقرته الكنيست يمنع دخول كل الأجانب الذين يدعمون مقاطعة إسرائيل. هذه السلطات تستطيع أن تفعل ما يحلو لها، وتبرر أعمالها الإجرامية، بل بالعكس، تحول الجريمة إلى فعل بطولي، ولكنها تخشى من الكلمة ووسائل الاحتجاج مهما بلغت درجة سلميتها.
الكيان الإسرائيلي يمارس قتلا شبه يومي للفلسطينيين، بالاعتماد على ذرائع ومبررات واهية، ولكنه يستشيط غضبا حينما يناصر أحد في العالم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال. ولذلك، لن يتمكن مهما بلغ حجم ومستوى جرائمه من وقف الشعب من المقاومة، ومن وقف الدعم الشعبي العالمي للفلسطينيين. أعتقد أن هذا الدعم في تزايد مستمر، ولن يتوقف، مهما كانت نوعية الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال لوقفه والحد منه.
الغد 2017-03-18