لماذا يُغيّبون الأقصى؟!

تم نشره السبت 18 آذار / مارس 2017 12:32 صباحاً
لماذا يُغيّبون الأقصى؟!
ماهر ابو طير

يوما بعد يوم، تغيب قضية المسجد الاقصى، عن العرب والمسلمين، فأولئك الذين كانوا يخرجون في مظاهرات في العالمين العربي والاسلامي، اختفوا فجأة، ولم نعد نسمع حتى صوتا منددا، برغم ان كل التنديد يبقى ذا قيمة معنوية وليس عملية، فكيف سكتت كل هذه الملايين الهادرة، ومن أسكتها فجأة، والسؤال مفرود على بساط الاستغراب والغرابة؟!.

الحفريات تحت المسجد الاقصى، تتواصل هذه الايام، وهناك شهادات، عن حدوث هدم ارضي في بعض مناطق سلوان جراء الحفريات الاسرائيلية، تحت الاقصى، وهي حفريات ليست جديدة، اذ انها تتواصل منذ سنين، حتى بات بناء المسجدين، الاقصى او القبلي، وقبة الصخرة، في اضعف حالاتهما، ولا يحتملان اي هزة ارضية قد تحدث.

كيف يمكن لقضية مثل الاقصى ان تغيب عن الوعي العربي والاسلامي الجمعي، بهذه البساطة، وهل هذا الغياب تعبير عن انهاك عام، اصاب العرب والمسلمين، ام تسليم بما يجري جراء اعتبارات كثيرة؟!.

لا يبذل العرب والمسلمون اي جهد، لا حربا ولا سلما، اذ نلاحظ ان قضية الحرم القدسي، لا تثار من اي جهة سياسية عربية واسلامية في اي مكان في العالم، وكأن هناك اتفاقا على التعتيم على هذه القضية الحساسة جدا، بل ان هناك ميلا مستجدا، لاسكات الاصوات التي قد تثير هذه الملفات في العالمين العربي والاسلامي.

بهذا المعنى يتم ترك الحرم القدسي لمصيره، ولولا الذين يعيشون في القدس، من الفلسطينيين لتبددت قصة القدس كلها، وليس ادل على ذلك من هذا الصمت المريب على التوجه الاسرائيلي، لمنع الاذان في المدينة المحتلة، وهو صمت يثير التساؤلات حول واجب العرب والمسلمين، ازاء اولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.

هل نصدق ان كل هذا جبن حل بالعرب والمسلمين، على كل المستويات الشعبية والرسمية، هل وصل الذل والخوف والجبن الى هذه الدرجات، وما الذي يمنع العرب والمسلمين من الوقوف في وجه اسرائيل، ولو في المحافل الدولية، واثارة قضية القدس، عموما، وقضية الحرم القدسي، بما فيه؟!.

حتى في التفاعل الاعلامي، يتم تغييب القدس، فالصحف والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي التي كانت تجعل قضية القدس حاضرة، بأشكال مختلفة، نجدها تغيب القدس، ومشكلتها المتمثلة بالاحتلال اساسا، مقابل احلال ازمات اخرى، من سوريا الى العراق، مرورا بليبيا واليمن وغيرهم، وهذا الاحلال ليس بريئا، على ما فيه من واقع مستجد، لان اصل كل هذه البلاءات في المنطقة مرتبط بالمشروع الاسرائيلي، الذي يريد تدمير كل جوار فلسطين، ومد الازمات الى كل مخزون الدم الذي يهددها.

لقد آن الاوان ان تعود قضية الاقصى، الى حضورها القديم، ولو بادر كل واحد منا بطريقته، لاشعل شمعة في هذا الليل الذي يحيط بالاقصى، بدلا من هذا الشعور بالاستسلام والضعف والهوان، وايضا الشعور السلبي، ان لا جدوى من اي تحرك، فمن قال ان لا جدوى، هو ضعيف بكل ما تعنيه الكلمة.

قد نصحو يوما على اخبار سيئة تخص هدم الاقصى، كليا او جزئيا، وعندها، لن ينفع التلاوم، لان سكوتنا على كل هذه المؤشرات التي تخص القدس والحرم والمسجد الاقصى والواقع الاجتماعي والاقتصادي والسكاني، سيقودنا للاسف الى هكذا نتيجة.

الدستور 2017-03-18



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات