الجامعة الأردنية.. منطقة أمنية مغلقة
حين تعلن الجامعة الأردنية عن خطة أمنية «محكمة» لمواجهة التداعيات المحتملة لانتخابات مجلس طلبتها المزمع إقامته غدا الخميس، فهذا أمر مؤسف ويحتاج مرة أخرى الى وقفات عميقة تقرأ الأسباب وتحاول أن تستنطق الحلول.
لا يمكن لوم الجامعة أو إدارتها الحالية على ذلك، فالمشاجرات والمنازعات بين الطلبة أصبحت مادة إجبارية تفرضها الجهوية والانتماءات الضيقة. ولا يحتاج الأمر الى أكثر من شرارة بسيطة «انتخابات، معاكسات» كي تعبر عن نفسها بعنف جامعي يستدعي استنفار الدولة والدخول في مصالحات مناطقية.
لن أتغنى بحال جامعاتنا في السبعينيات والثمانينيات، ولن أذكركم بحجم الحوار السلمي الذي كان سائدا في انتخاباتها رغم كوننا كنا نعيش الأحكام العرفية.
إلا انه يجب أن نعترف أن ما يجري في الجامعات هو تعبير حقيقي عن حجم التحولات المجتمعية السلبية التي أصابتنا في مرحلة ما بعد الخصخصة وتخلي الدولة عن مواطنيها وتصدع قواعد الدعم، وبالتالي انحاز الناس أكثر الى مناطقهم وعائلاتهم وجهوياتهم.
نعم إدارات الجامعات كانت في السابق مختلفة بقدرتها على ضبط إيقاع الخلافات الجامعية، كان يقود جامعاتنا شخصيات ضخمة في مؤهلاتها الرمزية، اليوم الإدارات ضعيفة، مترددة، جهوية، إلا أن السبب الوازن في حال الجامعات المتردي لا يخرج عن كونه مجتمعيا أساسه في تبدل أولويات ولاءاتنا الداخلية.
هل هناك حل، لا اعرف على وجه الدقة ما الذي نحتاجه لكي تعود الدفة المجتمعية لقارب الدولة والانتماء لها، لا ادري كم نحتاج من استراتيجيات سياسية واقتصادية واجتماعية كي ننهي قصة الانتماء الجهوي الأعمى.
هناك مسكنات، تتعلق بالقبول الجامعي وإدارة الجامعة والعقوبات، إلا أنني مقتنع تماما أن مشكلتنا بمجرد وصولها للجامعة أصبحت مستعصية وتحتاج الى خروقات كبيرة في التفكير والإجراء.
السبيل 2017-04-05