مذبحة خان شيخون: «جعجعة بلا طحن»!
لا يستحق التبرير، الذي قدمه الروس لجريمة إستخدام الغازات السامة (الكيماوية) التي إرتكبها نظام قاتل ومجرم، النظر إليه فهو كذبة واضحة وضوح الشمس أقل ما يمكن أن يقال عنها وفيها أن إطلاقها من مصنع «الفبركات» والأكاذيب في موسكو هو من قبيل :»يكاد المريب أن يقول خذوني» وهو تأكيد على أنَّ فلاديمير بوتين على معرفة مسبقة بهذه «المذبحة» التي من المستبعد أن يرتكبها بشار الأسد بدون الإذن المسبق من أولياء أمره الذين هم أصحاب القرار في دمشق وهؤلاء هم الرئيس الروسي ومَنْ حوله بالدرجة الأولى والولي الفقيه ومَنْ حوله بالدرجة الثانية .
لا يوجد إرهاب أكثر من هذا الإرهاب والمفترض أن تأخذ هذه الجريمة الإنسانية مرتكبها إلى زنازين محكمة الجنايات الدولية وذلك وحتى وإن إستخدم الروس وكالعادة حق النقض الـ «فيتو» وحيث بقوا يعطلون قرارات مجلس الأمن الدولي على مدى ستة أعوام فهناك بالنسبة للجرائم الإنسانية ، وليس أبشع من هذه الجريمة جريمة، قرار دولي يجيز للدول الفاعلة معاقبة المجرم حتى وإن إقتضى الأمر إستخدام القوة العسكرية .
لم يعد هناك عذرٌ، بعد ذبح الأطفال السوريين في خان شيخون بغاز السارين المحرم دولياًّ ، لمن إعتادوا الإختباء وراء أصابع أيديهم حتى لا يروا حقيقة بشعة كهذه الحقيقة وهنا فإن أسوأ ما سمعناه هو أن مسؤولاً أميركياًّ كبيراً كان رد فعله السريع مطالبة الروس والإيرانيين بالضغط على بشار الأسد كي لا يكرر هذه الجريمة الإنسانية التي إرتكبها صبيحة أمس الأول الثلاثاء.
لقد سمعنا من هذه الإدارة الأميركية الجديدة وحتى من الرئيس دونالد ترمب شخصياًّ إنَّ مسؤولية كل هذه الجرائم التي إرتكبها بشار الأسد وأرتكبها الروس والإيرانيون في سوريا تقع على عاتق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وإدارته فسياسة التخاذل التي إتبعها هي التي إستدرجت الإحتلال الروسي والإيراني وكل ما معهما من شراذم طائفية ومذهبية إلى هذا البلد العربي وليصبح على ما هو عليه الآن من تفتت ودمار وخراب.
إنه على كل الذين نددوا بهذه الجريمة الإنسانية إلا يكتفوا بالتنديد والشجب وإلا فإن النتيجة ستكون: «أشبعتهم شتماً وفازوا بالإبل» .. والمقصود هنا هو أنه لا بد من وضع حدٍّ لتمادي فلاديمير بوتين والتصرف في هذه المنطقة وكأنها حديقة خلفية للكرملين والمطلوب ألا يقتصر الرد على إصدار بيانات التنديد التي سمعنا منها الكثير خلال السنوات الست الماضية.. إن المطلوب هو وضع بشار الأسد في قفص الإتهام وهو إخراج الروس والإيرانيين من سوريا وهو الجدية في مساعدة المعارضة السورية لإقامة حكم ديموقراطي وتعددي في بلد واحد وموحد ولكل أبنائه وإنهاء هذه المرحلة البغيضة الطويلة.
الراي 2017-04-06