التعرف على ترامب
دونالد ترامب أول رئيس يدخل البيت الأبيض دون أن يشغل أية وظيفة حكومية في حياته ، وبالتالي فإن مخزون خبرة ترامب في إدارة شؤون الحكم تساوي صفراً. وهو أيضاً أول ملياردير بين 45 رئيساً. وقد شكل حكومة جميع أعضائها من المليونيرية وبينهم اثنان بمرتبة ملياردير ، مما يفتح الباب لتناقض المصالح في القرارات والتوجهات.
يقول ترامب أنه ليس نادماً على أي تصريح صدر عنه خلال الحملة الانتخابية أو بعد ذلك ، خاصة وأن الندم لا يغير شيئاً. كذلك لم يندم ترامب عن أية تغريدة يومية على تويتر. وفي هذا يقول أن لديه أكثر من 100 مليون متابع مما يغنيه عن الصحافة التقليدية كوسيلة لمخاطبة الشعب الأميركي والعالم.
ترامب كرجل أعمال ناجح لم يعرف عنه أي نشاط سياسي بهذا الاتجاه او ذاك ، وقد نقل ولاءه من حزب إلى آخر خمس مرات ، حتى استقر أخيراً على عضويته في الحزب الجمهوري مثل معظم رجال الأعمال الأثرياء ، لكن الحزب الجمهوري ما زال يعتبره دخيلاً.
لترامب مواقف اشبه بالعقائد التي لا يبدو أن لديه رغبة في تعديلها أو تطويرها ، فهي في نظره الحق المطلق.
حول تمرد كوريا الشمالية وسيرها قدما في برنامجها النووي وإجراء التجارب النووية والصاروخية ، يقول ترامب أن تأديب كوريا الشمالية يقع على كاهل الصين بالدرجة الأولى ، فإن لم تفعل فنحن جاهزون!!.
وعن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يقول ترامب ، إن هذا الحدث سيكون مفيداً لبريطانيا ولكن من المفيد أيضاً للاتحاد الأوروبي ، والجزء الأخير من هذه العبارة يقصد به تسكين غضب الاتحاد الأوروبي.
وحول العلاقة مع الصين يقول ترامب أن احدأً يجب أن لا يتفاجأ أبدأً إذا قام هو ، أي ترامب ، بتحرك أو مبادرة دراماتيكية من شأنها خدمة مصلحة الطرفين (يريد ترامب هنا تحويل الانتباه من علاقاته الخاصة مع روسيا إلى علاقاته مع الصين).
وحول برنامج التأمين الصحي الذي تركه أوباما وراءه ، وفشل ترامب في شطبه ، يقول ترامب أنه إذا لم يجد الاستجابة الكافية من أعضاء الكونجرس الجمهوريين ، فلن يتردد في عقد صفقة مع الديمقراطيين! السؤال ما إذا كان الديمقراطيون على استعداد لعقد أية صفقات معه.
ترامب يريد أن يكون وجهة نظره سياسية معينة ويأخذ موقفاً محددا تجاه الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية ، سوريا ، الإرهاب ، إيران ، ومن هنا دعوته إلى لقائه في البيت الأبيض لكل من جلالة الملك عبد الله ، والرئيس المصري ، والرئيس الفلسطيني ، والرئيس الإسرائيلي. الله يستر!.
الراي 2017-04-08