الضربة الاميركية.. ستزيد مأساة السوريين

تم نشره الإثنين 10 نيسان / أبريل 2017 01:25 صباحاً
الضربة الاميركية.. ستزيد مأساة السوريين
طايل الضامن

يبدو أننا دخلنا مرحلة جديدة في فصول معاناة الشعب السوري الجريح، مع تحول الموقف الاميركي المفاجئ والمباغت في التعامل مع القضية، بعد مرور سبع سنين عجاف عليها.

فهل استفاقت الادارة الاميركية لمعاناة الشعب السوري في ليلة واحدة ؟، وغيرت مواقفها التي أعلنتها قبل يوم على جريمة خان شيخون؟، التي قالت فيها ان إخراج الأسد من السلطة «لم يعد أولوية أمريكية»، أم انها ستستمر في التخبط السياسي ازاء هذا الملف المعقد ؟!.

فبعد مجزرة خان شيخون الكيماوية، قال ترامب :» إن بشار الأسد قد تجاوز العديد من الخطوط لدي عندما قام بضرب الأطفال بالكيماوي، وهو ما غير نظرتي إليه».

نتساءل هنا، هل من الممكن أن يكون الاسد الذي حظي بمواقف داعمة من ادارة ترامب، أن يرتكب مثل هذه الحماقة، ويشوه صورته أمام الادارة الجديدة المتحمسة للقضاء على داعش بالتعاون معه؟!، ولماذا لم يدعم ترامب الموقف الروسي الداعي الى اجراء تحقيق دولي محايد في الجريمة، وقرر فوراً شن ضربة جوية كبيرة ضد سوريا ؟!.

منفذو جريمة خان شيخون المحتملون كُثر، ابتداء من الاسد الى أطراف تتباكى على معاناة الشعب السوري، سعياً لتغيير المشهد، ولا نستبعد هنا أن ينهي التدخل الاميركي نظام الاسد ويطوي صفحته، ويعيد سيناريو العراق، بتشكيل مجلس حكم أو حكومة هزيلة موالية للغرب الاميركي ، وبلاد تعيش على وقع التفجيرات والارهاب الى أطول فترة ممكنة..!. اذن، التدخل الاميركي في سوريا لن ينهي الأزمة وينقذ شعبها كما يعتقد البعض ويهلل لذلك، كما حدث ابان الغزو الاميركي للعراق عام 2003، اذ اعتقد المؤيدون من العرب ان الديمقراطية والاستقرار والرخاء ستعم العراق من شماله الى جنوبه بعد زوال نظام صدام حسين، وما حصل في العراق اليوم، فتن طائفية واعمال ارهابية وتأسيس تنظيمات متطرفة تعيث في البلاد القتل والدمار وتعطي الضوء الاخضر لتدخل الاجنبي.. ! فالتدخل الاميركي ، لن يمنح السوريين الا العلقم والتشرذم، قد يستطيع ترامب اسقاط نظام الاسد، لكن لن يتخلى عن السياسة الاميركية في تدمير مقدرات العرب، وتشتيت بلادهم حماية لأمن اسرائيل وتفوقها في المنطقة..!.

ولا اعتقد هنا، ان الضربة الاميركية تبعث رسائل الى العالم خاصة كوريا الشمالية وروسيا والصين، بأن أميركا قادرة على التدخل العسكري وتستطيع ان تقود المشهد بأي مكان في العالم، فالتاريخ يناقض هذه الرؤية، فالحروب التي شنتها اميركا كانت ضد دول صغيرة ضعيفة ابتداء من فيتنام الى بنما، فالعراق.. !!

فنحن على موعد من صفحات «الاكشن» الاميركية التي سيقودها ترامب في المنطقة التي لن تختلف كثيرا عن اسلافه بوش الاب والابن، اللذين أعادا العراق الى مئات السنين للوراء، وزرعوا الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وأوجدوا الارض الخصبة للارهاب الاسود الذي يقتل الابرياء باسم الاسلام، الذي بعث نبيه رحمة للعالمين.

الراي 2017-04-10



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات