دراما باللحم الحيّ !

تم نشره الأربعاء 12 نيسان / أبريل 2017 01:17 صباحاً
دراما باللحم الحيّ !
خيري منصور

حين شاهدت بالامس امّا مصرية قبل ان تكون مسلمة او قبطية وبعد ان تحولت ابنتها الى اشلاء تقول لمن فجّر نفسه في الكنيسة سامحك الله، وشكرا لأنك السبب في السرعة التي صعدت بها ابنتي الى السماء، حاولت ان اتخيل الانتحاري وقد عاد الى الحياة وسمع ما قالته تلك الأم في ذروة الحزن والفقدان لكنني ادركت على الفور ان ما تخيلته كان اقرب الى التمني، وهو ان يعتذر القاتل عن جريمته ثم يذهب لينتحر لكن بمفرده هذه المرة، بعيدا عن الكنائس والمعابد كلها ! فهو ان عاد الى الحياة سوف يكرر ما فعله، لأنه مغسول الدماغ، ولا ندري كيف تم استئصال ضميره كما لو انه زائدة دودية، ومن الواضح ان القتلة على اختلاف الهويات هم اناس بلا خيال، وليس لديهم قدرة على رؤية ما هو ابعد من انوفهم، لهذا فهم ادوات صماء واصبع اعمى وزناد من حديد وديناميت . 

ومن شاهدوا اقباط مصر ومن معهم من المسلمين يودعون الضحايا بالتصفيق لكل تابوت يمر وبالزغاريد يشعرون على الفور بأن التفجير فشل رغم نجاحه الموضعي المؤقت، وان الرهان على الفتنة الطائفية في مصر له تاريخ طويل، ويكفي ان نتذكر الموقف الوطني المشترك بين المسلمين والاقباط في ثورة 1919 ، ان عبارة البابا تواضروس  التي هزت المشاعر كلها تصلح ايقونة وطنية فقد قال ان مصر بلا كنائس خير من كنائس بلا مصر !

وكان البابا شنودة قد سبقه حين قال ان مصر وطن يسكن فينا اكثر مما نسكن فيه، ورغم ان الحزن العميق الذي يشعر به المرء وهو يشاهد هذه الدراما الا ان ما صدر عن اقباط ومسلمين من ردود افعال يعيد التوازن الى النفس لأن ارتفاع منسوب المناعة على هذا النحو ضمانة قومية ووطنية، واحداث التفجير لا تختلف عن الاغتيالات، قد تبدو ناجحة وحققت هدفها، لكنها في الحقيقة بلغت ذروة الاخفاق لأن ما تطلقه من نيران يرتد عليها !

اما المفارقة في هذا المشهد التراجيدي فهي ان سيدة مسلمة برتبة عميد في الجيش استشهدت وهي تحرس المسيحيين في صلاتهم !

الدستور 2017-04-12



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات