هذا هو «الهلال الشيعي»!
بعدما أصبحت عمليات التغيير الديموغرافي – الجغرافي في سوريا بهذا الحجم، وبدون أي خجل ولا وجل و»على عينك يا تاجر»، المتورطة فيها إيران وروسيا وبعض الدول الأخرى وقبل الجميع رئيس هذا النظام البائس الذي غدا غارقاً في دماء الشعب السوري، حتى عنقه الطويل، يجب إدراك، وبعد نحو عقدين من الزمن، أن صيحة التحذير التي كان أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين «مبكراً»، بأن الإيرانيين يسعون لـ «إقامة» الهلال الشيعي الذي يبدأ أحد طرفيه باليمن وينتهي طرفه الثاني بالجنوب اللبناني، كانت إدراكاً راقياً ومبكراًّ، لما هو واقع الحال الآن وحيث بات هذا الهلال «التآمري» مستكملاً لو أنَّ:»عاصفة الحزم» لم تعترض طريقه في «المخاليف اليمنية» التاريخية.
الآن وقد أصبح نوري المالكي ومن معه يطالبون، وبحماية قاسم سليماني والحشد الشعبي والحرس الثوري، بأن الحكم في العراق يجب أن يكون للأكثرية أي لأتباع الولي الفقيه من الطائفة الشيعية التي ليست كلها في هذا المجال على قلب رجل واحد والتي لا شك في أنَّ غالبيتها عربية وتتمسك بوحدة وعروبة بلاد الرافدين.. لكن يبدو في ضوء هذا الواقع الذي تكرس بعد عام 2003 أن مؤامرة «الهلال الشيعي» الذي هو وفي البداية والنهاية هلال سياسي هدفه سيطرت إيران على هذه المنطقة العربية وإحياء ما يسمى :»أمجاد فارس» القديمة!!.
وهنا وإذا أردنا قول الحقيقة فإن هذا الهلال قد أصبح شبه مستكمل وأن عمليات التغيير الديموغرافي – الجغرافي التي تجري في «القطر العربي السوري» بإشراف روسيا الإتحادية وإيران و»تورط» بعض الدول الأخرى، إن عن قصد وإن عن غير قصد، تدل على أن هذه المؤامرة غدت شبه مكتملة وأن إطلاق مصطلح :»سوريا المفيدة» لم يكن مجرد كلام عابر وأن هذه المؤامرة أصبحت تقترب من نهاياتها.. ونسأل الله اللطف بهذه الأمة العربية.
إن المفترض أن الكل يعرف، حتى بما في ذلك الذين لازالوا يدافعون عن بشار الأسد ونظامه... والمؤكد أن هناك شبهات وراء هذا الدفاع، أنَّ علم «البعث»: بيض صنائعنا سود وقائعنا.. خضر مرابعنا حمر مواضينا بات يرفرف فوق «المستوطنات» الإيرانية...نعم المستوطنات الإيرانية حتى في دمشق نفسها وإن:أهل وسكان هذه المناطق قد جرى ترحيلهم في إطار عمليات التغيير الديموغرافي والجغرافي التي بقيت متواصلة منذ أعوام عدة.. وآخرها عمليات الترحيل التي جرت مساء أمس الأول وعلى أساس أهل مضايا والزبداني السُّنيتيْن في الريف الدمشقي مقابل أهل الفوعة وكفريا الشيعيتين في إدلب.
وهكذا فإنه لم يعد هناك حتى أدنى شكٍّ بأن هذه المؤامرة التي بدأت بالعراق بعد عام 2003 قد أصبحت شبه مكتملة الآن أو أنها في طريقها إلى الإكتمال وكل هذا وقد بات مؤكداً أن الروس متورطون في هذه المؤامرة حتى أعناقهم وإلاَّ ما معنى أن تتم عمليات هذا التهجير القسري هذه بإشرافهم وما معنى إستماتتهم في محاولة تبرئة نظام بشار الأسد من جريمة الكيماوي التي إرتكبها ضد أطفال خان شيخون... ما معنى أن تبقى موسكو تتمسك بكذبة أنَّ كل ما يقال عن هذه المأساة التي حلت بهذه البلدة المنكوبة:»هي مجرد فبركة وليس لها أي أساس من الصحة».
.. إنه على العرب أن يعرفوا وأن يدركوا أن هذا «الهلال الشيعي» الذي يتم إستكماله الآن برعاية روسية... وللأسف ليس له أي علاقة لا بالشيعة ولا بالتشيع.. ولا بالحسين وزين العابدين وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا.. إنه مؤامرة قذرة وخطيرة إن لم يتم التصدي لها وإسقاطها سينطبق على دول شرقي المتوسط العربية وربما على غيرها أيضاً ذلك المثل القائل :»أكلت يوم أكل الثور الأبيض».. واللهم إشهد... اللهم إشهد!!.
الراي 2017-04-16