رسالة أم القنابل الأمريكية
موسكو وطهران ودمشق تطالب واشنطن بالتخلي عن تهديد الامن في المنطقة والعالم ايضا، اما واشنطن والدول الحليفة فإنها تطالب موسكو بالتوقف عن دعم النظام في سورية وطهران بالخروج منها، وموسكو تتهم واشنطن بدعم المنظمات الارهابية والثانية تتهم الاولى بذات الامر، وموسكو تقول انها تقدم الدعم الغذائي والدواء والمساعدات الانسانية للمدنيين المتضررين من الارهابيين ومثلها تفعل واشنطن، وهكذا الحال في مستويات ما يجري في كل سورية، وعليه لم يعد معروفا من هي الفئة الباغية لأن عمار بن ياسر ليس مع الطرفين.
في قصة خان شيحون تتهم واشنطن بشار الاسد باستخدام الاسلحة الكيماوية فترد عليها موسكو بالنفي وتحميل المسؤولية للتنظيمات الارهابية والدول الداعمة لها، وفي قصة قصف مطار الشعيرات تقول واشنطن انه رد على استخدام الكيماوي، اما موسكو فتقول انه اعتداء على سيادة الدولة السورية، وفي الاثناء يجري تبادل للسكان بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتلك التي يسيطر عليها النظام وللمعتقلين عند الطرفين ايضا، واللافت نقل السكان والمقاتلين من الزبداني ومضايا ومناطق المصايف القريبة من دمشق الى دير الزور البعيدة.
كما خرج من ريف ادلب آلاف من الموالين للنظام الى شرق حلب، والتفسير الوحيد للحال هو البدء في مخطط التقسيم الذي يظهر حصة النظام في دمشق وحلب وحصة المعارضة في ادلب ودير الزور رغم عدم الحم في درعا، او ربما وصف الامر بأنه عملية توحيد غير معلنة لجبهات القتال لتستمر المعارك بوتيرة اكثر قوة.
في البيان الروسي الايراني السوري اشارة واضحة للتحرك الامريكي نحو كوريا الشمالية؛ بما يعني توسعة دائرة المواجهات، فواشنطن من جهتها تريد المحافظة على مكانة القطب الواحد في حين تصر موسكو للعودة الى دائرة القطبين او التعددية القطبية، والى ان يتم اتفاق روسي امريكي شامل سيبقى الامن العالمي كله مهددا وعكس ذلك سيحوله الى متفجر جدا ولن تنفع معه ام القنابل التي ألقتها امس طائرة امريكية شرق افغانستان ويقال عنها انها اقوى قنبلة غير نووية في العالم.
السبيل 2017-04-16