حزب التيار الوطني : تمخض الجبل فولد فأرا !

المدينة نيوز – خاص – ميس رمضان - : انتظر الأردنيون طويلا قائمة حزب التيار الوطني للإنتخابات القادمة وما أن أعلن عنها المجالي أمس في مؤتمره الصحفي حتى بهتت وجوه المراقبين السياسيين الذين كانوا يعتقدون أن غياب المجالي عن الترشح – كما وعد – سيتم تعويضه بقيادات من الحزب ذوات أسماء معروفة وكفؤة ، وهي موجودة ولكن أمرا ما وقع ..
هذا الأمر لا يتحدث به المجالي ولا يجرؤ الحزب على البوح به أبدا ، على اعتبار أنه حزب سياسي جاء بقائمة " حزبية " ولا يمكن له أن يتحدث مع الناخبين بغير هذا المستوى من الطرح .
المفاجأة ، كانت أن هذا الحزب تعاطى مع الإنتخابات وكأنه غير موجود البتة ، أي أنه اعتمد على الثقل العشائري للوجوه التي طرحها مع أن بعضها " محروق " وبعضها الآخر تمت تجربته في البرلمان السابق وجاء بالتزوير – ربما – .
لماذا لجأ الحزب إلى ذلك مع انه طرح برنامجا وطنيا اعتد به فعلا ويحتاج لنواب على قدر من التجربة والثقافة والدراية والثقل الفكري والعلمي لتطبيقه ..؟
لا يملك المراقب أي إجابة على هذا السؤال سوى أن حزب التيار الوطني ، حزب بلا أي مقومات سياسية ، ولن يخرج منه على صعيد الأداء والفعل – بحسب مراقبين – إلا ما خرج من أعضاء كتلة التيار الوطني البرلمانية التي كانت في واد ، والقضايا الهامة في واد ، وجيرت وجودها تحت القبة من أجل مصالحها فقط ، وقضت فترتها في العزائم والمناسف والطبيخ كما يتهم الحزب خصومه السياسيون .
ولكن :
هل سيتمكن التيار من أن يحصد الأصوات التي وعد بها ( أكثر من 25 مقعدا ) .. ؟
قد يفعل ذلك ، وقد لا يفعل ، فإذا كانت مقومات الإنتخاب ما زالت على حالها منذ الإنتخابات الاخيرة فإنه سيصل إلى هدفه ، أما إن تغيرت فمن غير المرجح أن يتمكن من تحقيق مراده في المقاعد التي يتفاءل بالحصول عليها ، ولما كانت الخريطة الإنتخابية على صعيد الناخبين متحركة مثل الرمال ، فإن الحزب سيشهد مفاجآت وانتكاسات ، خاصة إذا اعتبرنا أن الذي انتخب ( نصف ) أسماء مرشحي التيار في الإنتخابات السابقة وهم الآن مرشحون للبرلمان من جديد لن يعود لانتخابهم كون أصحاب الأسماء المذكورة فشلت في أدائها وفي إقناع الناس بها ، أما البقية الباقية من الأسماء فلا يعرف عنها أحد شيئا ، ولن تكون في النتيجة أفضل من البقية الباقية .
باختصار : مرشحو حزب التيار كانوا مفاجأة ، وينطبق على الحزب مقولة : تمخض الجبل فولد فأرا .