«حماس».. كيف نفهمها!
تستطيع حماس ان تكون كل شيء طالما انها تستقر حين تكتب بيانها في احد فنادق عاصمة قطر. واذا كان هذا الفندق يخشى من ورود اسمه في نشرات الاخبار، فلا بأس من اصدار البيان في فندق آخر.
وحماس في بياناتها ترضي كل الناس، مصر مثلاً لانه لا علاقة لها بالاخوان المسلمين، ولا بالسلطة الوطنية لان غزة جزء من دولة فلسطين المفترضة، شرط ان تدفع السلطة رواتب كل موظفي حماس، وان تدفع كل كلفة الكهرباء الاسرائيلية، ويكون تسديدها على رام الله.. والا كيف ستكون حماس خاضعة لحكومة الحمد لله؟!.
وحماس ككل العاقلين في الدنيا تعترف بحدود اسرائيل يوم كانت قبل حرب حزيران، لكن شرطها هو: عدم الاعتراف باسرائيل.
ولحماس قبل كل شيء، وبعد كل شيء خصوصية ليست لغيرها، باعتبارها في حالة حرب دائمة مع اسرائيل وفي حالة هدنة دائمة معها الا اذا ارادت اسرائيل تغييرها كل يوم، اذا قررت غير ذلك. والمهم انعقادها في قطر، رغم ان قطر تمول كل من له علاقة او ليس له علاقة بهذه المنطقة العجيبة التي فقدت اسمها، بعد ان فقدت كياناتها، وحدودها، ومدنها، وقراها وصارت مفيدة وغير مفيدة.
وطالما ان حماس هي كيان لذاتها، وان لفمها عدة مخارج، فانها تغيّر دون ان تغيّر. وتبدل دون ان تبدل، وعلى الجماعة في الاردن مثلا ان يعارضوا حكومتهم دفاعا عن اخوانهم في غزة، رغم ان اخوان غزة ينكرون هذه الصفة طالما انهم في احد فنادق قطر.
قد تبدو هذه العجالة مغرقة في التناقض، لكن اليست حماس في نسختها الاخيرة هي التناقض ذاته طالما انها تريد ارضاء مصر وقطر. وتريد ارضاء اردوغان والسيسي، وتريد ارضاء الاخوان المسلمين وانقساماتهم، وخلافاتهم وقياداتهم المعترف بها وغير المعترف بها.
حماس هي في الفندق القطري غير حماس التي نسمع بها.
الرأي 2017-05-03