التقى «الرجلان».. فهل تخرج ليبيا من «أزماتها وفوضاها»؟
فيما تمضي وقائع الايام السورية واليمنية والعراقية,على جَريِ «عادتها» الدموية التي لم تتوقف,منذ ان اخذ المستعمِرون والصهاينة واعوانهم في المنطقة العربية وعلى تخومها،على عاتقهم مهمة نشر الفوضى في بلاد العرب,وفرضِ انظمة وسياسات على شعوبها تتلاءم واستراتيجياتهم الكونية,التي لا تقيم وزنا او اهمية للمصالح العربية,وحق شعوب الامة في تقرير مصيرها وامتلاك ثرواتها واختيار حكامها واساليب عيشها والمحافظة على خصوصياتها الثقافية والحضارية والاجتماعية،تتصدّر الاحداث في الجماهيرية السابقة,نشرات الاخبار والفضائيات وبخاصة الجزء المتعلق بـ»نجاح» المساعي والضغوط الدولية والعربية,في جمع الجنرال خليفة حفتر رجل «الشرق» الليبي,الذي يقود ما يوصَف بالجيش الوطني،ويجد دعما من مجلس نواب طبرق الذي انتهت ولايته,على ما يقول خصومه, مع فايز السرّج,رئيس حكومة الوفاق المنبثقة عن المجلس الرئاسي,الذي أفرزه اتفاق الصخيرات(تم التوقيع عليه في منتصف الشهر الاخير من العام 2015،ولم يجد طريقه الى التنفيذ,اللهم في تشكيل حكومة «الوفاق الوطني»ويترأسها السرّاج).
ولان الجنرال حفتر رفَضَ (باستعلاء)الإلتقاء بالسرّاج,خصوصا في القاهرة التي وصلها»الزعيمان»بوساطة مصرية رفيعة، فإن مجرد حصول لقاء أبوظبي اول من امس,وبدء «هطول» التسريبات عن اتفاقات «مبدئِية» بينهما,على نقاط عديدة والتقاء في وجهات النظر حيال اخرى والحديث عن اجواء ايجابية سادت اللقاء «المنفرد» بينهما,ثم وصْف ذلك اللقاء بانه خطوة هامة وغيرها من الاوصاف والمصطلحات التي يبرع العرب (دون غيرهم من الامم) في استسهال إطلاقها واشاعة مناخات (غير موجودة او مُبالغ فيها)من التفاؤل، يدفع المراقب لأخذ المزيد من الحيطة والحذر في البناء عليها,وبخاصة ان حفتر والسرّاج ليسا هما اصحاب القرار الاخير في المشهد الليبي, ولو كانا كذلك, لتوفّرت لِأحدهما (على الاقل)فرصة حسم الصراع لصالحه,منذ ان توفر كل منهما على القوة اللازمة, سواء كانت عسكرية,كما هي حال حفتر منذ إطلاقه «عملية الكرامة» ببعدها العسكري المحض,بدعم,كما هو معروف وحتى الان, من مجلس نواب طبرق برئاسة عقيلة صالح،هذا المجلس الذي اشترط اتفاق الصخيرات (المُعطّل.. كما يجب التنويه)حصول حكومة السرّاج على ثقته كي تتوفر على الشرعية الداخلية، رغم انها تحظى باعتراف «دولي»بعد ان تم سحب ذلك الاعتراف من حكومة عبدالله الثني(التابعة لمجلس نواب طبرق)ليُصبِح عدد «حكومات» ليبيا ثلاث، حيث هناك،اضافة الى «حكومتي» السرّاج والثني,حكومة خليفة الغويل في طرابلس غير المعترف بها دولياً لكنها تحظى بدعم ما يُسمّى بالمؤتمر الليبي العام الذي يرأسه نوري بوسهمين.
الراي 2017-05-04