وماذا عن اللاجئين السوريين؟

تم نشره الخميس 11 أيّار / مايو 2017 01:04 صباحاً
وماذا عن اللاجئين السوريين؟
موسى شتيوي

يبدو أن هناك اتفاقاً بين القوى العالمية الرئيسية مفاده  أنه قد حان الوقت لتسوية النزاع في سورية، فبعد مؤتمر تم تحديد عدد من المناطق الآمنة لخفض التوتر العسكري من أجل الوصول الى استقرار في وقف إطلاق النار، وتمهيد الظروف لتسوية سياسية تنهي النزاع الدائر في سورية منذ سنوات عدة.
أمس أيضاً التقى لافروف وزير خارجية روسيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ومحور الحديث هو سورية. كذلك، أعلن مبعوث سورية في الأمم المتحدة عن استئناف مؤتمر جنيف الأسبوع المقبل. بالتأكيد نحن لسنا أمام حل سريع للأزمة في سورية، ولكن من الواضح أيضاً أن قطار التسوية قد انطلق، والمسألة تحتاج لوقت للتوصل الى حل نهائي.
لقد كان من أهم النتائج الكارثية للأزمة السورية هو العدد الكبير جداً من اللاجئين السوريين؛ إذ تشير التقديرات المتواضعة لعدد اللاجئين السوريين أنها تتراوح بين عشرة واثني عشر مليون لاجئ سوري نصفهم مهجر داخلياً، والنصف الآخر في دول الجوار والعالم.
لا يوجد حديث حتى الآن، بالرغم من كل المشاورات السياسية، أو نقاش أو ذكر لمستقبل هؤلاء اللاجئين، وموقفهم من التسوية السياسية، وحقوقهم ومستقبلهم.
إن أي تسوية سياسية من دون إدماج قضية اللاجئين سوف تكون لها آثار سلبية كبيرة ليس فقط على اللاجئين أنفسهم، وإنما أيضاً لمستقبل التسوية السياسية نفسها. وإذا كانت التسوية السياسية تهدف الى تحقيق السلام، فلا بد من أن تكون مصالح اللاجئين وحقوقهم جزءاً لا يتجزأ من هذه التسوية؛ لأن عدم أخذ هذه المسألة بالحسبان قد يحدّ من رغبة وقدرة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة على عودتهم  لبلدهم سورية. كذلك، فإن أي تسوية لا بد من أن تركز على حقوق اللاجئين ومصالحهم في بلدانهم والتي تعرضت للدمار والتعدي خلال غيابهم عن منازلهم وملكياتهم خلال فترة الهجرة.
التسوية النهائية كذلك، يجب أن تأخذ مسألة التعليم للاجئين بدرجة عالية من الجدية، وتضعها ضمن الأولويات حتى تتمكن من إعادة دمجهم في المجتمع السوري. اللاجئون السوريون خارج سورية عانوا، على الأقل، في البداية وفي بعض البلدان وليس كلها؛ إذ  لم تتوفر المدارس بالشكل الكافي لهم؛ فهناك أعداد ضخمة من الأطفال والشباب الذين لم يحصلوا على التعليم في بلدان المهجر، فضلاً عن دراسة الكثير منهم في تلك الدول لمناهج غير سورية. وعليه،  قد تكون هناك ضرورة لبلورة سياسات وبرامج خاصة بإعادة إدماجهم في النظام التعليمي لسورية ما بعد الصراع. هذا بالطبع قد يتطلب إصلاح التعليم في سورية، ووضعه بوصفه أولوية في عملية التسوية السياسة.
إن قطار التسوية السياسية في سورية قد انطلق أو على وشك الانطلاق. والقوى السياسية مشغولة في ترتيب مصالحها من خلال هذه التسوية. لكن التسوية السياسية لن تكون ناجحة أو مكتملة من دون وضع اللاجئين السوريين على سُلّم أولوياتها، فملايين السوريين من المهجرين والمشردين داخل سورية وخارجها ينتظرون بفارغ الصبر نهاية لهذا الصراع المدمر، ولا بد للتسوية السياسية من أن تأخذهم ومصالحهم بالاعتبار، وتضع تصورات لكيفية إدماجهم من جديد: اقتصادياً؛ واجتماعياً؛ وسياسياً.

الغد 2017-05-11



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات