«الغارة والعليق» بيد الفوتيك
خبرتنا مع ادارة دولتنا لملف الحدود السورية انها غير منفعلة، وتحسب التداعيات بدقة كبيرة، كما انها لا تقدم المعلومات مجانا.
مشكلة الاردن التي لا يريد نظام بشار ان يفهمها، ان جيشنا يقوم بحراسة الحدود من جهتين، واننا لسنا مولعين بالتدخل او المراقبة لولا ان دمشق فشلت وتركت امننا الوطني عرضة لسيولة الجنوب السوري وتراكم المسلحين فيه.
لا خيار لنا الا حماية حدودنا، ونثق بالجيش ونقف وراءه بكل امكاناتنا التعبوية المادية والرمزية، كما اننا نتركه يقرر كيف تكون طريقة الدفاع عن أمننا، ويستوي لدينا البقاء على الحدود او بالتحرك في العمق الفارغ للاراضي السورية.
لن نشعر ابدا في حال قرر الجيش الدخول الى العمق السوري تكتيكيا، اننا نعتدي على دولة شقيقة كما يرى البعض، فلم تعد هناك دولة، ولن نستحضر ترهات قومية على حساب أمننا واستقرار شمالنا.
هناك خطر حقيقي نراه ماثلا امامنا، ونعتقد انه سيتعاظم بعد معركة الرقة، فلا خيار الا ان نكون متيقظين، فهل من الوطنية ترك الارهاب يضربنا تحت حجة «سيادة وليد المعلم البالية».
نعلم وندرك، ربما بألم، وجود دبابات انجليزية تقف معنا على الحدود، وهناك نظام دفاع جوي اميركي، طائرات فرنسية، وقوات سعودية في اقصى البادية، لكن ما هي خياراتنا، ماذا ترك لنا السوريون من ملجأ لنلملم سيولة حدود واسعة وكبيرة، ناهيك على اننا جزء من تحالف دولي لمحاربة الارهاب جرنا المجانين اليه.
«ردح المعلم» لا قيمة له، ونذكره ان حافظ الاسد احتل معظم لبنان تحت عنوان درء الخطر عن سوريا الدولة، ونحن بدورنا، نثق بالجيش الاردني وتقديره للموقف الوطني المناسب، ندعم قراراته، ولا مجال هنا للنقد او التوجيه، فالغارة والعليقة بيد الفوتيك.
السبيل 2017-05-11