توقعات الصندوق مؤقتة

تم نشره الجمعة 12 أيّار / مايو 2017 12:43 صباحاً
توقعات الصندوق مؤقتة
فهد الفانك

صندوق النقد الدولي مطلع على حقائق وتطورات الاقتصاد الأردني ، ويعرف نقاط القوة والضعف ، ومن حقه أن يصدر توقعات حول نسب النمو الاقتصادي وغيرها من المؤشرات ، وقد يكون أحق من غيره في هذا المجال.

توقعات الصندوق تستحق الاهتمام ، وإن كانت لا تختلف كثيراً عن أية توقعات أخرى في احتمالية أن تصيب أو تخطئ ، وقد يكون المسؤولون في الدولة والخبراء الأردنيون في القطاع الخاص لا يقلون عن الصندوق معرفة وخبرة ، وحقاً في إصدار التوقعات التي تصيب وتخطئ.

يدل على ذلك أن توقعات الصندوق مؤقتة ، فهي قابلة للتغيير كل ثلاثة أشهر على ضوء تطورات الواقع أي أن ما يفعله الصندوق ليس أكثر من مد أحدث المؤشرات الربع سنوية بافتراض استمرار الاتجاهات الراهنة.

في آخر تقديرات لصندوق النقد الدولي أن حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الأردن في عام 2017 ستكون 5680 دولاراً.

إذا صح هذا فإن الأردن يأتي في المرتبة التاسعة بعد الدول المصدرة للبترول باستثناء العراق وإيران والجزائر بسبب المهمات التي تأخذها على عاتقها وتفوق طاقتها الاقتصادية.

بتقسيم الناتج المحلي الإجمالي في الأردن البالغ حـــوالي 40 مليون دولار على حصة الفرد المشار إليها أعلاه ، يتضح أن الصندوق يعتبر أن عدد سكان الأردن سبعة ملايين وليس 5ر9 مليون كما تقول أحدث الإحصاءات.

المشكلة في طريقة الحساب هذه أن الناتج المحلي الإجمالي يسهم فيه حوالي ثلاثة ملايين من غير الأردنيين ، وخاصة العمال المصريون والسوريون وخادمات المنازل ، فلماذا يقسم هذا الناتج على الاردنيين وحدهم؟.

يتوقع الصندوق أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي هذه السنة 2017 بمعدل 3ر2% ، وفي العام القادم 5ر2% ، وهي معدلات نمو متواضعة ، ومن المتوقع أن يعدل الصندوق توقعاته إذا استمرت مؤشرات السياحة وحوالات المغتربين والصادرات في التحسن ، كما بدا من ارقام الربع الاول من هذه السنة.

صندوق النقد الدولي يصدر توقعاته بشكل مستقل ، ولم يأخذ يوماً بالاعتبار توقعات الأجندة الوطنية ، أو الرؤية العشرية ، أو توجهات الحكومة لتحفيز النمو الاقتصادي ، وأخيراً الخطة التي خرج بها مجلس السياسات الاقتصادية التي تجمع بين السياسات الإصلاحية والاستثمارات المالية.

التوقعات الاقتصادية بشكل عام لا تستند أهميتها على سـجل نجاحات في الماضي حيث أوضحت أنها صحيحة ، بل على أهمية مصدر التوقعات ، وهو في حالتنا هذه صندوق النقد الدولي الذي نأخذ توقعاته على أنها مؤقتة وأفضل من لا شيء في تنوير دوائر الأعمال والمسؤولين.

الراي 2017-05-12



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات