مرحبا من جنيف
لا أعرف من يحضن من ؟ اهي المدينة الهادئة إلا من صخب الدبلوماسيين وهي جنيف ام بحيرة ليمان بلون مياهها الصافي بما يعكس من إراقة السماء إذ يختلط بلون جبال الألب بروسيا القضاء.
هناك الكثير مما تلتقط عدسة العين في جنيف .. الأشجار التي يستقبل ورقها الأخضر كثيرا قطرات تجود بها السماء في صيف يتخلله لسعة باردة ام الحدائق التي لا يخاف البط فيها قدم الإنسان ولا تهرب الطيور من على أغصان شعرها الذي يعانق السماء اهو يغني للإنسان الذي وفر لها الهدوء كي تستغرق في غناء لا يتوقف ام للسماء التي منحته نونة موسيقية ولا اروع ام لنسيان هواء بارد يساعدها على صياغة لحن جميل بينما تحفظك أغصان الشجر .
هذا التناغم في الطبيعة لا تزعجه تدخل أقدام الإنسان وهي تخترق الطرقات في الصباح الباكر ولا تمنحه حركة القطارات والحافلات نشازا بل تنظمه بإيقاع يخلو من الرتابة .
هل أحدثكم عن اصطفاف الناس في محطات الحافلات الكهربائية والعادية ام أولئك الذين ينتظرون دون تبرم ولا تافف قطارات قادمة من هنا وهناك على توقيته .. هذا مدير بنك وذاك رئيس شركة وهذه ممرضة وتلك دكتورة وذاك الواقف هناك يتقدم الصفوف يحفظ له كل أولئك دوره عامل في مطعم أو في مقهى .. هذه عدالة اجتماعية تتيحها وتنظمها وسائط نقل منتظمة وآمنة ولائقة للجميع .. هي ممارسة يومية من المتعة في ركوب هذه الوسائط .. يذهبون إليها من كل صوب وحدب في همة ونشاط نحو الإنتاجية.. براحة ونفس مطمئنة لا يكدرها قلق من توقيت فات على صاحبه ولا زحمة تثير الأعصاب
كل شيء يذهب إلى مواقيت محددة .. المحال والمطاعم ومواقع الترفيه .. كل شيء يلقى احتراما لأنه من القانون الذي يسود ولا ياسيدي أحد قد ولد ..
لا ابالغ هذه مدينة جميلة هادئة تمنح النفس صفاء لا مثيل له وهو سبب الابتسامة الدائمة الملاصقة على الوجوه .. وهذا سبب الرضا والقناعة والطموح والاطمئنان إلى المستقبل .
هذه مدرسة حكومية عل ضفة البحيرة .. فيها الأطفال يلعبون كل الوقت .. لا تضغطهم الدراسة ولا زمجرة معلم غاضب هناك أو معلمة حارقة هناك .. كل الوقت لهم ومن أجلهم.... وهو ما يمنح عقولهم المتأهبة نشاطا وحيوية شوقا للقراءة والتعلم وللابداع .
هل أحدثكم عن المزيد .. هناك الكثير لكن قررت اخيرا أن أتوقف حتى لا أثير في نفوسكم غيرة وحتى لا تبعث في أرواحكم أملا في يوم قد لا يأتي .
الراي 2017-05-12