النكبة وإضراب الأسرى
النكبة الفلسطينية تدخل عاما الـ 69 اليوم والأسرى الفلسطنيون يدخلون يومهم التاسع والعشرين في الإضراب عن الطعام؛ فالمقاومة الفلسطينية لم تتوقف يوما عن مقارعة الاحتلال حتى في سجونه ومعتقلاته؛ والحقوق الفلسطينية لم تسقط بالتقادم مهما شابها من عثرات وانتكاسات؛ واقع ينطبق على حق العودة ومأساة اللجوء الفلسطيني الذي يعد أكثرها إرعابا للكيان الاسرائيلي الذي لم يستشعر طعم النصر منذ ان أسس كيانه على أرض فلسطين.
فأزمة الكيان الاسرائيلي لايخفيها التفوق العسكري والاقتصادي والتقني؛ فهاجسه الاكبر يتمحور حول كيفية تجريم أصحاب الحق وطمس قضيتهم؛ الا ان الحقائق الديموغرافية والاجتماعية والجغرافية جعلت من إمكانية حسم المواجهة الوجودية للكيان الاسرائيلي مستحيلة في ظل الديناميكية التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني؛ بخوضه مواجهة لم تنقطع منذ العام 48 وتوجت بثورة مسلحة وانتفاضتين وثلاثة حروب في قطاع غزة واشتباكات لاتكاد تخبو حتى تتجدد وتتصاعد؛ مسألة يؤكد عليها العدد الكبير من الشهداء والأسرى الفلسطينيين.
فإضراب الأسرى تذكير صريح بأن هناك شعبا مقاوما وان هناك اكثر من 6 الاف اسير يقبعون في سجون الكيان الاسرائيلي؛ هم جزء من حصيلة الاشتباك العضوي بكافة اشكاله سواء عبر المواجهات العنيفة مع المستوطنين وقوات الاحتلال، او من خلال المواجهة المسلحة التي لم تتوقف حتى في ظل اكثر الظروف تأزما في الساحة الفلسطينية والعربية؛ مدعمة باشتباك سياسي وقانوني وإعلامي يومي في كافة المحافل المحلية والدولية.
النكبة لم تتحول الى مجرد ذكرى يحتفل بها الفلسطينيون والعرب بل هي عنوان للمقاومة وتأكيد الوجود عبر المواجهة اليومية مع الاحتلال ومخلفات الاستعمار الاوروبي للمنطقة؛ مؤكدة على ان الصراع لم ينته، وان النكبة ليست مجرد ذكرى عابرة بل مواجهة يومية لتصفية الاستعمار وانهائه من أرض فلسطين؛ مواجهة لم تنته ولم تتوقف عن التفاعل على الارض مذكرة بحق الشعب الفلسطيني بالعودة والتحرر.
إضراب الأسرى أحد فصول تلك المواجهة فهو واقع يؤكد على ان الصراع مع المحتل والمستوطن والمستعمر حقيقة تتجلى يوميا كنمط حياة متجدد للفلسطينيين ممتد ليشمل اللاجئين الفلسطينيين في كافة انحاء العالم في تأكيد على استمرار المواجهة التي لم تنقطع يوما رغم المحاولات المستمرة لتصفية قضيتهم وانهاء حضورهم في ساحة المواجهة المحلية والمحافل الدولية.
السبيل 2017-05-15