نتنياهو.. دق راسك بالحيط
كانت موفقة وشجاعة، حين سارعت الدولة الاردنية ولم تتأخر، في تحميلها «تل ابيب» مسؤولية اغتيال المواطن الاردني محمد الكسجي في القدس الشرقية من قبل جنود صهاينة.
الموقف الاردني، لم يعجب نتنياهو، فسارع الى مهاجمتنا وتأنيبنا وقال في تصريح صحفي: «لقد حان الوقت الذي يتوجب فيه على الأردن أن توقف هذه اللعبة المزدوجة، فكما تدين إسرائيل الهجمات الإرهابية في الأردن، على الأردن أيضا أن تدين الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل، الإرهاب هو الإرهاب في كل مكان».
طبعا نحن غير معنيين بقبول رواية نتنياهو حتى لو دعمتها صور الكاميرات، فهناك قناعة بأن المواطن الاردني الكسجي قام بعملية طعن، لكن الاردن غير معنية بمجاراة نتنياهو او العوم على ما يريد، فرسالة «تصريح المومني» لها دلالة سياسية اعمق من مجرد «كيف كانت الحادثة».
اسرائيل تُغضب الاردن في كل يوم، وفي القدس تحديدا، كما انها تُحرج رعايتنا المقدسات بمسلكيات تجعل عمان تغض الطرف عن كل فعل مقاوم هناك، وترفض التماهي في المفاهيم والمصطلحات الاسرائيلية الواصفة لعمليات الطعن.
كما انه لا زال الرسمي الاردني يتلقى اللوم والمعاتبة الشعبية على موقفه من استشهاد القاضي زعيتر، فليس من الحكمة نفس الاداء وبذات الطريقة.
موقف الدولة ببساطة يقول لنتنياهو: اضرب راسك بالحيط، فلن تبيعنا من افيونك الذي مللناه، فرغم علمي ان الدولة لم يعجبها الاحراج الناجم عن العملية، الا انها تصرفت بطريقة وطنية تستحق عليها الشكر والدعم.
السبيل 2017-05-15