البطالة و «معركة الأرقام»
نتذكّر “معركة الأرقام” التي دارت بين الحكومة ومركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بقيادة الدكتور مصطفى الحمارنة حول حجم البطالة في الأردن، ونتذكّر أكثر أنّ رقم الحكومة كان يتحدث عن 14 بالمائة، والمركز يؤكد أنّه يصل إلى تسعة وعشرين بالمائة.
كان ذلك قبل نحو خمسة عشر عاماً، ولأنّ الفارق بين الرقمين كبير، كانت الحكومة تُشكّك بمنهجية الدراسة عند المركز، وفي المقابل كان المركز يقول إنّ المنهجية الرسمية عند دائرة الاحصاءات العامة قديمة، وينبغي تحديثها، وظلّ الرقم حتى الآن مبهماً مغلفاً بالشكوك.
في تصريح رسمي أمس يتوقّع الدكتور قاسم الزعبي مدير عام دائرة الاحصاءات العامة «أن احصاءات المسح الربع سنوي لحجم البطالة والعمالة، والتي تقوم الدائرة حاليا بتجهيزها تشير إلى ارتفاع ملحوظ بأعداد البطالة؛ بسبب الاعتماد على المنهجيات الدولية الحديثة بمسح البطالة والعمالة».
غالباً ما تلجأ الحكومات إلى التضخيم من شأن الأرقام التي تتعلق بالايجابيات، والتشكيك في الأرقام التي تعكس السلبيات، وكلّ ذلك من أجل تحسين صورتها أمام الرأي العام، ولكن الأمر يعني في آخر الأمر البناء على الوهم، والتخطيط لعمليات التنمية بعشوائية وارتجالية، وهذا هو أوّل أسباب الفشل.
السبيل 2017-05-31