نهاية عمل حماس من الخارج
حركة المقاومة الإسلامية حماس هي الوحيدة التي بقيت تعمل من خارج فلسطين بوزن حقيقي كما كان الحال سابقا للفصائل الاخرى، التي تخلت عن العمل من الخارج بعودة هزيلة للداخل الفلسطيني بعد اوسلو وكذبة غزة اريحا اولا، باستثناء حركة فتح التي عادت بوزن واستمرت به بعيدا عن الكفاح المسلح، وتحول في عهد عباس الى تعاون وتنسيق مع الاحتلال.
اليوم تغلق الأبواب امام حركة حماس في الخارج فبعد مغادرة سورية نحو الدوحة تقطعت سبلها مع طهران، وكانت قد تعطلت قبلا مع القاهرة، وقبل ذلك غادرت الاردن، وتستعد الان لمغادرة قطر او أقله وقف العمل منها، وقد أعلنت تفهمها للموقف القطري وما تتعرض له من ضغوط، وغير دولة قطر لا يمكن لدول مثل تركيا والمغرب وتونس تحمل كلف السماح لها بالعمل من اراضيها سياسيا او اعلاميا، رغم حرية حركة جماعة الاخوان فيها.
واليوم ايضا تجد حماس نفسها مدفوعة للعمل من الداخل الفلسطيني، وقد هيأت نفسها لذلك مسبقا بتسليم اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي للحركة، والفرق الآن بين الانتقال للداخل سابقا بموجب اوسلو والانتقال بموجب الضغوطات التي تظهر شكلا انها من دول عربية، وهي في وقعها ضغوطات خارجية على تلك الدول.
وما يدفع للحيرة تفسير الضغط لنقل العمل الفلسطيني للداخل طالما الاصل فيه مقارعة العدو الذي هو ليس بعيدا عن التهيئة لذلك، فهل حقا ستكون هناك مقارعة او مقاومة بالمعنى السابق، ام ان الامر عملية جر لانهاء حركة حماس بحرب جديدة على غزة، دون وجود خارجي لتحريك المجتمع الدولي، وهذا العامل يفسر طلبات عباس من الاسرائيليين قطع الكهرباء عن القطاع، واستجابته قبلا للاسرائيليين قطع الرواتب، او انه وجود صفقة لحلول آتية بعد انهاء ازمات سورية واخواتها، او ربما خيارات اخرى حدودها المشروع الدولي باعادة تقسيم المنطقة الى دول ودويلات جديدة.
نقل الثقل السياسي لحركة حماس الى الارض الفلسطينية ليس امرا عابرا وليس مرده الضغوطات الخارجية فقط، وهو في كل الاحوال انتقال سياسي كحال الانتقالات التي تمت بموجب اوسلو بفارق انه يتم دون اعلان عن اتفاقات حول ذلك، بما يعني اما وجودها سرا او عدم وجودها، وفي الحالتين على الأرض متغيرات قادمة دون ريب.
السبيل 2017-06-14