ماذا لو اقتحم الجيش السوري مخيم الركبان؟
حالة عدم يقين، تعيشها عمان بسبب اقتراب الجيش السوري من الحدود الأردنية والعراقية على السواء، فرغم حاجتنا لشريك موثوق على الطرف الآخر من حدودنا، إلا أن ثمة محاذير شديدة التأثير تحضر بقوة نتيجة التطورات الأخيرة.
لسنا ضد عودة الجيش السوري الى الحدود، لكن السؤال: هل هذا هو التوقيت المناسب، ألا يشعرنا الأميركي (اتفاق الممر الآمن بين قوات قصد وتنظيم الدولة نحو دير الزور) أنه قد يوفر لداعش الفرصة المناسبة لقتال جيش النظام على حدودنا، وبالتالي افتعال معركة لها تأثير مباشر على أمننا وجغرافيتنا.
ثم، من قال إن الجيش السوري الزاحف نحو حدودنا لن يحمل معه قوات لحزب الله، أو ميليشيات إيرانية وطائفية، من سيضمن ذلك، الأمريكان، الذين هم في قضية تقدم الجيش السوري يلوذون بالصمت، أم هي ضمانات الروس القابلة للتبدل بفعل انتصارات حلفائها على الحدود.
أيضا، هناك مخاوف من تدفق مزيد من اللاجئين على أراضينا، فالجيش السوري يتقدم نحو درعا، ويقال إن حزب الله على مشارف حي المنشية، وباعتقادي أن معارك طاحنة ستجري ستسفر عن لاجئين يندفعون نحو حدودنا.
هل سنخسر نتيجة الاندفاعة الواضحة للجيش السوري نحو حدودنا كل المخدات والتحالفات التي تعبنا عليها طوال مدة الأزمة، هل ستسمح واشنطن بذلك، أين سيذهب هؤلاء، هل سنراهم يلجأون الى داعش كخيار.
لعل ما يقلقني أكثر، سؤال احتمال قيام الجيش السوري وقواته الرديفة باقتحام مخيم الركبان لإنهاء وجوده من ناحية، أو لتطهيره من الجماعات المعادية، كيف ستكون النتيجة، فالمخيم ضيق، والمنطق يقول تدفق سكانه نحو الأراضي الأردنية، أما سكانه فهم خليط معقد من العاديين ومن المتطرفين، وبظني هذا تحد كبير لا بد من التحوط له.
إذا، تحديات كبيرة لا بد من تعريفها بشكل جيد والاستعداد لها، وخلال ذلك، لا بد من التواصل المكثف مع الروس والأمريكان من اجل تأكيد التفاهمات، وكشف النوايا والاستعداد لها.
السبيل 2017-06-14