تخفيض النفقات الجارية

تم نشره الخميس 15 حزيران / يونيو 2017 12:36 صباحاً
تخفيض النفقات الجارية
فهد الفانك

ملعون أبو النفقات الجارية، فكل حكومة تتعهد بخفض النفقات الجارية، وكل تعليق اقتصادي على الموازنة العامة يطالب بتخفيض النفقات الجارية، مجلسا الأعيان والنواب يطالبان بتخفيض النفقات الجارية ومجلس السياسات الاقتصادية يطالب بتخفيض النفقات الجارية مع أن النفقات الجارية هي نفقات تشغيل الحكومة وتمكينها من تقديم الخدمات المطلوبة.

جرت العادة بان تطالب اللجنة المالية في مجلس النواب بتخفيض النفقات الجارية بنسبة 10%. الشيء المؤكد أن من حق مجلس النواب، بل من واجبه الدستوري ، أن يحاول تخفيض النفقات العامة ، ولكن عليه في هذه الحالة أن يسمي النفقات الواجب إنقاصها، لا أن يفرض نسبة عشوائية مثل 10% ويترك لوزارة المالية توزيعها كما تراه مناسباً، فما تراه مناسباً هو أرقام الموازنة كما قدمت للبرلمان.

دعونا نحلل هذه النفقات الجارية: بالعودة إلى خلاصة البيانات المالية لسنة 2016 نجد أن بند الرواتب والأجور يشكل 52% من النفقات الجارية، وأن رواتب التقاعد تشكل 5ر17%، وأن الفوائد المدفوعة على الدين العام تشكل 1ر12% وأن نفقات السلع والخدمات (قرطاسية، كهرباء، ماء، صيانة إلى آخره تشكل 5ر6% وكلها ملزمة للحكومة وغير قابلة للتخفيض.

الباقي أقل من 12% من النفقـات الجارية يذهـب للإيجارات والدعـم الاستهلاكي - خبز، أعلاف، غاز، كهرباء، ماء... وكلها واجبة الدفع، فمن أين يأتي التخفيض؟.

استهداف تخفيض النفقات الجارية كان وسيظل شعاراً جميلاً ولكنه غير قابل للتنفيذ، المهم هو أن تكون الزيادة بأقل الحدود.

بالنتيجة فلا مناص من تخفيض عجز الموازنة لأنه مصدر تفاقم المديونية، وإذا كان باب النفقات الجارية شبه مغلق، فلا يبقى سوى زيادة الإيرادات المحلية، التي للأسف لا تتحقق إلا بزيادة ضرائب ورفع أسعار، وهي كلمات لا يرغب أي مسؤول أو سياسي بأن ترد على لسانه.

تحت الضغط يجري تقليص أرقام مخصصات النفقات الجارية في الموازنة العامة بشكل مصطنع. وتجد وزارة المالية نفسها مطالبة بدفع مبالغ تزيد عن المخصصات. وبما أنها لا تستطيع تجاوز المخصصات فإنها تماطل ولا تدفع التزاماتها.

بمناسبة إعداد موازنة 2017 انكشف أن هناك نفقات مستحقة وغير مدفوعة، مدورة من سنوات سابقة تبلغ 1350 مليون دينار تشمل رديات ضريبة الدخل والمبيعات وفواتير الكهرباء والمستشفيات وشركات الادوية ومستحقات المتعهدين والموردين.

جـاء هذا المأزق نتيجة التهرب من مواجهة الحقائق وطرح الحلول ولو كانت قاسية، وبالتالي شراء الوقت على أمل ترحيل المشكلة للمستقبل لتواجهها حكومة أخرى.

الراي  2017-06-15



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات