الإسرائيليون .. وإضاعة الفرصة التاريخية !

تم نشره الخميس 15 حزيران / يونيو 2017 12:38 صباحاً
الإسرائيليون .. وإضاعة الفرصة التاريخية !
صالح القلاب

بعدما طالب بنيامين نتنياهو، في إطار المساعي الجارية لحل «مقبول» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الإبقاء على مستوطني بعض المستوطنات في الضفة الغربية وكمواطنيين في الدولة الفلسطينية المنشودة، ما لبث أن تراجع عن هذا الطلب وهذا كله حسب المعلومات الإسرائيلية التي يبدو أنَّ تسريبها يتم على نحو مقصود وحيث أنه لم يبدر عن الجانب الفلسطيني ما يشير ولو مجرد إشارة إلى صحة هذه المعلومات ولو في الحدود الدنيا.

وحقيقة أنه إذا صحت هذه المعلومات فإنَّ أفضل حل لهذا الصراع، الذي يبدو أن نهايته ورغم كل ما يقال لا تزال بعيدة جداًّ، هو عودة اليهود إلى أوطانهم التي غادروها، تحت ضغط الحركة الصهيونية وعلى أساس أن البديل المغري هو الأرض «الموعودة» الخالية وبلا قاطنين ولا سكان والتي تفيض عسلاً ولبناً، ومن بينها عدد من الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان والمغرب.. ومصر أيضاً إن أردتم !!.

ويقيناً أن هذا الكلام ليس لا من قبيل «التَّريقة» ولا من قبيل المزاح فقد كانت هناك محاولات مبكرة قامت بها حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية لإقناع بعض الدول العربية المعنية بفتح أبواب العودة لليهود الذين كانوا غادروا أوطانهم في عام 1948 وبعد ذلك تحت ضغط وعود ومغريات ثبت أنها غير صحيحة فهؤلاء لم يجدوا أن الأرض، التي وصفتها الحركة الصهيونية بأنها «موعودة»، لا تسيل لا عسلاً ولا لبناً.. وأنها تسيل دماءً وحتى الآن... حتى بعد كل هذه السنوات الطويلة .

إنني إذْ أقول هذا الذي أقوله فإنني لا أقصد رسم صورة «كاريكاتورية» لهذا الصراع المحتدم على فلسطين والذي من الواضح أنه سيبقى محتدماً ولسنوات طويلة فكثير من الإسرائيليين الذين كان آباؤهم صدقوا حكاية:»العسل واللبن» هذه باتوا يتحينون أي فرصة سانحة لمغادرة هذه الـ»إسرائيل»، التي كانت وصفت بأنها الجنة الموعودة لإغراء اليهود بترك أوطانهم الحقيقية الجميلة والمجيء إليها، وثبت أنهم جاءوا لتبقى أجيالهم اللاحقة في حروب بلا نهاية وليبقى أحفادهم وأحفاد أحفادهم وربما إلى نهاية التاريخ في الخنادق وجبهات القتال!!.

أليس مضحكاً أنْ يستجدي بنيامين نتنياهو في آخر زيارة له إلى واشنطن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنْ يعترف بـ»سيادة» إسرائيل على هضبة الجولان..؟ ثم أليس مضحكاً أن تحشو القيادات الإسرائيلية رؤوس الإسرائيليين بأنَّ هناك «إسرائيل توراتية» ستكون حدودها من البحر الأبيض المتوسط .. وحتى نهر الفرات وربما حتى نهر دجلة .. ألم يقرأ هؤلاء أن غزاة كُثُر قد استوطنوا هذه المنطقة إن ليس كلها فبعضها لسنوات طويلة لكنهم بالنتيجة والنهاية قد خرجوا منها هرولة وهروباً.. لأنهم عاشوا فيها السنوات التي عاشوها كـ»مستوطنين» وعلى غرار ما هو حال الإسرائيليين في الضفة الغربية وفي فلسطين كلها.. وفي هضبة الجولان العربية السورية أيضاً؟!.

هناك مثل لا يعرفه بنيامين نتنياهو بالتأكيد يقول:»من أراده كله فاته (أضاعه) كله».. ويقيناً أنه سيأتي ذلك اليوم القريب، بحسابات الزمن، الذي سيعض من سيبقى من الإسرائيليين في فلسطين أصابعهم ندماً لأنهم ساروا خلف عتاة التطرف الإسرائيلي ولأنهم صدقوا كذبة :»من النيل إلى الفرات» ولأنهم لم يقبلوا بالحلول المعقولة التي بقي الفلسطينيون.. والعرب يعرضونها عليهم في هذه اللحظة التاريخية وحيث ثبت أنَّ حركة التاريخ كحركة النهر الذي يعتقد الناظر إليه إن مياهه راكدة وثابتة وذلك مع أنها جارية ومتغيرة وفي كل لحظة.

الراي 2017-06-15



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات