العرب والأكورديون الأمريكي !
هناك من العرب الآن من يرقصون كالطائر الذبيح من شدة الألم، وهناك من استخفهم الطرب ورقصوا لكن بعيدا عن اقدامهم، وهناك ايضا من يرقصون التانغو مع انفسهم امام المرايا، اما الرقصة الرابعة فهي على ايقاع الاوكورديون الامريكي الذي يعتصر الخاصرتين معا، وان كان لا بد من تشبيه مع الاعتذار للموسيقى فهو كالمنشار الذي يأكل صاعدا وهابطا، وحكاية عزف الاوكورديون سياسيا رواها لكن باسلوب غير مباشر هنري كيسنجر حين ضغطت امريكا على العراق لفك الاشتباك بعد حرب اكتوبر، ثم ضغطت على الاكراد لكي تحلب الضرعين معا، حتى لو كان الحليب مشوبا بالنجيع، والنجيع في لغتنا هو الدم الذي يمتزج بالحليب .
ومصطلحات من طراز المعايير المزدوجة والاحتواء المزدوج والعزف المزدوج ايضا ليست جديدة او طارئة، فالعرب طالما دفعوا اثمانا مضاعفة لما يتصورون انه انتصارات او مكاسب، لأنهم اشبه بعائلة ال بوربون الفرنسية التي قال عنها الشاعر جاك بريفير انها لم تتقن العد حتى العشرين وكان يقصد نهايتها بلويس التاسع عشر ..
والحاسوب العربي ليس ذكيا على الاطلاق، لأن ما يسقط منه سهوا وعن سابق اصرار لا حدود له ، ولو احتكمنا للارقام وحدها لقلنا بمرارة ان الحاسوب الغبي حوّل النعمة الى نقمة والفائض الى مديونيات، والكثرة الى قلة والمزايا الى عيوب .
كان بمقدور العرب المعاصرين تبعا للتقاويم فقط والمعصورين حتى آخر قطرة ان يشكلوا كتلة قومية ذات نفوذ على مستوى كوني، لكن رياضياتهم السياسية من طراز آخر، فهي تجيد الطرح والقسمة فقط ولا تجيد الجمع والضرب !
والراقصون على ايقاع الاوكورديون خاسرون حتما، لأن الجسد ينزف من الخاصرتين معا، وحبذا لو يزورون قبر امرىء القيس في جبل عسيب ليسألوا، فعنده لا عند جهينة الخبر اليقين !!
الدستور 2017-06-18