هل يعود الجيش السوري الى الحدود؟
مع اشتداد المعارك بين النظام السوري والمعارضة المسلحة في محيط مركز مدينة درعا، تبدو فرص عودة الجيش السوري للسيطرة على الحدود امرا محتملا وليس حتميا.
الخبر السيئ الى الان اننا قلقون من شدة الاشتباكات وما ينجم عنها من سقوط قذائف تجاه شريطنا الحدودي، بالمقابل الخبر الجيد انه الى الان لم نشهد تحركا سكانيا «لاجئين» ناجما عن المعارك.
عودة الجيش السوري للسيطرة على الطرف الاخر من حدودنا، امر يدعو للارتياح ما دامت الدولة السورية لا زالت تعرّف الوطن السوري بمنطقه القديم قبل الثورة.
ما يقلقنا ان يصرّ بشار الاسد على مشروع مناطق سوريا المفيدة التي لا تشمل الجنوب السوري، بالتالي خلق ثقوب سوداء مع جيرانها ونحن منهم.
«سوريا المفيدة» التي يريد النظام إنشاءها، تمتد من الزبداني على الحدود اللبنانية، مروراً بالعاصمة دمشق، ومحافظة حمص بجزئها الواقع غربيّ نهر العاصي، ومدن الساحل السوريّ طرطوس واللاذقية، وصولاً إلى مدينة كسب على الحدود التركية.
وهنا يقع السؤال القلق عما يراد للجنوب السوري او لجنوب دمشق، ما هو المخطط، وهل نحن بصدد ضاحية جنوبية مستنسخة عن الحالة اللبنانية في طبيعتها ومهامها.
وهل اقتراب الحرس الثوري الايراني لسبعين كيلو مترا من حدونا يشي بمخطط لتلاعب ديموغرافي ببنية القرى القريبة من حدودنا بحيث تصبح شيعية الهوية كما فعلوا في مناطق جرمانا والعمارة ورقية والسيدة زينب جنوب دمشق.
مرة اخرى، هناك ديناميكية عالية في تبدلات المواقع والمواقف في الازمة السورية، فما هو محتم اليوم قد يبدو مشكوكا به في الغد، وعودة الجيش السوري للحدود امر مريح ما دام بعيدا عن لغة تمزيق الوطن السوري.
السبيل 2017-07-03