مرشحون " هُبُل " يتعرضون للنصب والإحتيال !

المدينة نيوز- خاص - ليس من السهل ان يوقع محترفو النصب بمرشح مخضرم خاض تجربة الترشح للانتخابات النيابية لاكثر من دورة ، حالفه أو لم يحالفه الحظ ، بل إن الذين يقعون هم مرشحون " أغرار " لا لهم في العير ولا في النفير .
فكما قيل في في القدم : الحاجة ام الاختراع ، فإن هذا القول يترجم هذا الأوان في مختلف الدوائر الإنتخابية ، وينطبق على مجموعة كبيرة من " العواطلية " او العاطلين عن العمل رأوا في الانتخابات النيابية فرصة لملء جيوبهم بالمال من المرشحين الذين تأخذهم حمى هلوسة الحصول على مقعد في مجلس النواب .
الغريب في الامر ان الاساليب التي يتبعها ذات الاشخاص عبر كل انتخابات تتشابه في مضمونها وان اختلفت الدوائر الانتخابية ونختار في هذا السياق مجموعة تتسلح " بعدة الشغل " وهي عبارة عن قوائم من المقترعين ممن يحق لهم الاقتراع في المنطقة الاولى وصور هويات لاشخاص لايتجاوزون الثلاثين مواطنا ممن يحق لهم الاقتراع وكراسي بلاستيك .. تتراقص عندما يجلس عليها احد الحضور لقدمها ودلة قهوة سادة بايتة منذ عدة ايام وميكرفون يخشخش يستخدم عندما يحضر مرشح او " خروف " هكذا يسمونه للتعرف على الناس الذين يريدون ان ينتخبوه ، ففي العادة يعتبر صاحب الصالون أو البيت " نخوجية " إذ إنهم يلبون في العادة نداء القائمين على حفل استضافة النائب ونخوتهم من قبيل رغبتهم في مساعدتهم على الحصول على القليل من المال وهم اقرباء واولاد عمومة وشوية من الجيران يرتدون نفس الملابس لجميع المرشحين .
مندوبنا حضر إحدى هذه الجلسات فوجد ان شخصا بعينه ( شيخ القعدة ) يتعمد طرح اسئلة محرجة على المرشح واسئلة استفزازية كما يقدم له مجموعة من المطالب لسكان المنطقة ابرزها تمنيات بوصول المياه في موعدها وعدم تكرار انقطاع التيار الكهربائي وانشاء مدارس للاناث وغيرها ..
جميع المرشحين الذين يقعون في هذا الفخ يقدمون الوعود تلو الوعود بحل مثل هذه المشكلة ومنهم من يقول –عندي- ومنهم من يتبرع من هذه اللحظة بالاتصال بشركة الكهرباء وسلطة المياه ليبين لهم حجم نفوذه .. المهم ان يحصل على وعد بانتخابه ولاينسى معظم المرشحين في مثل هذه الجلسات ان يستنكروا إقدام الكثير من المرشحين على رشوة الناس وادعاء النزاهة وكراهية المصلحة .. وبعد نهاية السهرة يدخل المرشح يده في جيبه ويضع في جيب المعزب مبلغ 200 دينار أو 300 عبارة عن مصاريف شاي وقهوة وخلافه.
يجري اختيار الاهداف بعناية فائقة فالمطلوب مرشح من المرشحين الاغرار الذين يترشحون لاول مرة ذوي الملاءة المالية اما المرشحون المخضرمون فلا فرصة للايقاع بهم فقد تعلموا من تجارب سابقة واطلع الكثير منهم على ذات القوائم وشربوا من ذات دلة القهوة البايتة واستمعوا لمداخلات من المتفذلكين .
في نهاية الحفل يستقل المدعوون بكب يستخدم في النهار لجمع الخردة ، بينما يغادر المرشح ضيوفه في سيارة فارهة ولاينسى ان يودع الناس باشارة من يده، مع ابتسامة يقول فحواها : زراف هالناخبين ومساكين ، مع أنه هو المسكين والظريف .. وعقله جدا خفيف .
يا لطيف ! .